18:10 | 23 يوليو 2019

همسة في أذن أولياء الأمور

11:22am 10/04/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في خضم الحياة اليومية والتحديات التي تواجهها الأسرة في تربيتها لأبنائها، يظل أولياء الأمور في معركة مستمرة بين دورهم كحماة ومسؤولين عن رعاية أبنائهم وبين ضغوطات الحياة ومتطلباتها. ولكن، أحيانًا ما يحدث غفلة أو تجاهل لتفاصيل بسيطة، لكن تأثيرها يكون عميقًا في حياة الأبناء، وفيما يتعلق بمسيرتهم الدراسية.
إن ترك الأبناء يسهرون حتى ساعات متأخرة من الليل، إما على الهاتف المحمول أو في الشوارع، دون رقابة أو توجيه، يجعلهم في اليوم التالي غير قادرين على التكيف مع متطلبات الدراسة. فكيف نتوقع منهم أن يكونوا في أفضل حالاتهم إذا كانوا لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم؟ قد لا ندرك في لحظة أن تأثير هذه العادة يمتد إلى ما بعد الساعة التي نبحث فيها عن الدرجات، فالعواقب واضحة على مستوى الأداء والتحصيل الدراسي.
أيضًا، إن كثرة الانشغالات، مثل التسوق لشراء الملابس أو زيارة الأهل أو الاهتمام بالتفاصيل الثانوية، تعني أن الأبناء يعجزون عن التركيز في مهامهم الرئيسية. وعندما تقترب الساعة المحددة للمدرسة، يبدأ الإعداد الفعلي بشكل مستعجل، فتصبح الدراسة والمعرفة شيء ثانوي.
من ناحية أخرى، كيف يمكن للطفل أن يتعلم ويجد الدافع للتفوق إذا كانت الكتب والملازم الدراسية ضائعة أو مفقودة، بينما لا يغيب الهاتف المحمول عن يده لحظة؟ إن التعلق بالتكنولوجيا وترك الأدوات الدراسية قد يكون السبب الرئيسي في تدني مستوى التحصيل العلمي.
الغياب المتكرر، سواء عن المدرسة أو عن الامتحانات، ليس مجرد أمر عابر. هو مؤشر على وجود خلل في ترتيب الأولويات، وعدم الالتزام بالمسؤوليات. وغالبًا ما يتبع هذا الغياب الإحساس بالاستياء في لحظة ظهور الدرجات. لكن الحقيقة هي أن النتائج لم تكن لتأتي هكذا فجأة، بل هي تراكمات لغياب الالتزام والمتابعة.
والمؤلم أكثر هو تحميل المدرسة وحدها مسؤولية فشل الأبناء، بينما يشترك الجميع في هذا التحدي. المدرس يواجه نفس التحديات، حيث أن غالبية الطلاب في هذه الأيام، إلا من رحم ربي، يفتقرون إلى الجدية أو حتى الرغبة في التعلم. إنهم يفضلون الغش والاحتيال على العمل الجاد، ويقضون على تعب زملائهم المجتهدين. وفي النهاية، لا نرى إلا شكاوى في لحظة تسليم الأوراق.
لهذا، يجب أن نعي جميعًا أنه لا يمكن أن نحقق النجاح إلا بتعاون حقيقي بين المدرسة والأسرة. على أولياء الأمور أن يلتفتوا إلى أطفالهم، ويشاركوا مع المعلمين في دورهم التربوي. فلا يمكن ليد واحدة أن تصفق، ولكن عندما تتعاون الأيد، نصنع الفرق.
في الختام، لا أملك إلا أن أدعو الله أن يبارك في أبنائنا جميعًا، وأن يقر أعيننا بتفوقهم ونجاحهم. ولكن، تذكروا دائمًا أن النجاح ليس ثمرة عمل واحد، بل نتيجة جهد مشترك.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn