أخصائية تحالليل طبية تكشف كيفية الإستغلال الأمثل للتغيرات المناخية وتحويلها إلي آثار إيجابية

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع درجات الحرارة، بات من الضروري تحويل التحديات التي نواجهها إلى فرص إيجابية تمثل خطوة أولى وأساسية نحو استغلال المعيقات وتحويلها إلى مكاسب. من بين هذه الفرص، يمكن توجيه الجهود نحو ترشيد استهلاك الكهرباء من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية. يتطلب هذا توجيه ميزانيات خاصة وإجراء دراسات جدوى لتوسيع استخدام ألواح الطاقة الشمسية. يمكن لهذه الألواح أن تغطي الأسطح الكبيرة والمساحات المفتوحة كالنوادي والهيئات والمؤسسات الحكومية والشركات بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى المنازل والمصانع وحتى وسائل النقل مثل القطارات والحافلات والسيارات بأنواعها. هذا التوسع لن يساهم فقط في توليد الطاقة، بل سيؤدي أيضًا إلى تقليل تأثير الحرارة على الأسطح وتوفير التظليل.
أوضحت د. ماريانا مكرم، المتخصصة في التحاليل الطبية، أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية تعتمد على تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية باستخدام ألواح أشباه الموصلات، وهي واحدة من أكثر تقنيات الطاقة تطورًا في الوقت الحالي. بناءً على ذلك، يمكننا تحقيق إنتاج ضخم من الطاقة النظيفة والمتجددة عبر استغلال مختلف الأسطح. هذا الإنتاج لن يقتصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي بل يمكن تصديره إلى الدول الأوروبية التي تُعد مستهلكة رئيسية لهذه الموارد، مما ينعكس إيجابًا على الدخل القومي والاحتياطي الأجنبي للدولة، خاصة وسط الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.
وفي هذا السياق، أشارت د. ماريانا مكرم إلى أن تعميم استخدام ألواح الطاقة الشمسية يحمل فوائد متعددة تفوق أي تحديات قد ترافقه. فهو يوفر مصدرًا نظيفًا وصديقًا للبيئة للطاقة، مما يساعد في تقليل معدلات التلوث الذي يؤدي إلى تفاقم مشكلات كالثقب الأوزوني والاحتباس الحراري. وأكدت أهمية هذه الخطوة بالتوازي مع توصيات مؤتمر المناخ الدولي للحد من الآثار الضارة للتغيرات المناخية.
كما أشارت د. مكرم إلى المزايا الأخرى لاستخدام الطاقة الشمسية، ومنها تخفيض فواتير استهلاك الكهرباء، وتحقيق استقلالية في مصادر الطاقة، والحد من صعوبة عمليات الصيانة للمولدات التقليدية. وإلى جانب ذلك، يمكن للألواح الشمسية أن تلعب دورًا هامًا في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، مما يساهم بدوره في ترشيد استخدام الموارد المائية.
من خلال التخطيط السليم والطموح، يمكن لمصر أن تصبح من الدول الرائدة عالميًا في إنتاج الطاقة الشمسية، شأنها شأن دول مثل الصين والولايات المتحدة واليابان وألمانيا والهند. فمصر تمتلك تاريخًا طويلاً كمصدر للطاقة المتجددة وتتمتع بإمكانات تجعلها قادرة على المنافسة عالميًا وتحقيق أدوار ريادية في هذا المجال