وسائل التسلية في عهد الأسرة العلوية
وسائل التسلية في عهد الأسرة العلوية}
(1367-1220ھ/1805-1952م)
القاهرة
وبقدوم العثمانيين إلى مصر ودخولهم القاهرة سنة (923ھ/1517م) إفتقدت القاهرة صناعها المهرة الذين أرسل معظمهم السلطان سليم الأول إلى أسيا الصغرى ليزاولوا أعمالهم وصناعاتهم بمدنها المختلفة. وقد أثر ذلك على الحالة الفنية في القاهرة، ولكنها لم تلبث أن نهضت في عصر أسرة محمد علي (1220-1367ھ/1805-1952م).
ويعد عصر أسرة محمد علي أحد العصور الهامة في تطور الفنون والعمارة في مصر خلال العصر الحديث، فقد حرص على إدخال تغيير جذري على الأوضاع الإقتصادية حتى تصل الحكومة لدرجة من القوة تسمح لها بتحقيق الجوانب المعمارية والفنية لعصر أسرة محمد علي.
وكان محمد علي محبا للحضارة الأوروبية، حيث وضع الخطوط العريضة لنقل بعض المظاهر الحضارية. وشملت النهضة المصرية الحديثة كافة نواحي الحياة الصناعية، الزراعية، العلمية والفنية. وتأثرت مصر خلال القرن التاسع عشر بالطرز الفنية التي سادت في أوروبا في ذلك الوقت. ومن بين الطرز التي وجدت في مصر خلال هذه الفترة طراز الباروك (1700/1600م) وطراز الروكوكو (1750/1730م).
وقد شهدت القاهرة في تلك الفترة تحولات شملت ميادين عدة ويرجع ذلك إلى بعض العوامل منها بداية الإحتكاك المباشر والأخذ من الحضارة الأوروبية مما أدى إلى وجود صراع بين القديم التقليدي وبين الجديد المستحدث، وقد كان لهذا الصراع أثره على المجتمع المصري لا تزال واضحة حتى وقتنا الحاضر. وفي تلك الفترة كان عدد سكان القاهرة في إزدياد مستمر بسبب إنتشار الوعي الصحي وكذلك إنتشار الأمن في ربوع البلاد وإدخال المشروعات الصناعية والتعليم الحديث، كما أن البلاد في ذلك الوقت كانت تهتبر منطقة جذب للأجانب الذين قدموا من أجل حياة أفضل.
و قد تميزت حياة المصريين في ذلك العصر بالبساطة وعدم التعقيد في أمور الحياة، فمعظم الأهالي ينتمون إلى طوائف حرفية منطمة تنطيما جيدا ولدى المواطن متسع كبير من وقت الفراغ لا يحتاج للعمل فيه، فكان يقضيه في التسلية واللهو. وقد حاول المصري أن يجعل كثيرا من الأشياء وسائل للترفيه، فإنتشرت المقاهي في كل مكان وكانوا يمارسون بها بعض الألعاب المسلية مثل: لعبة الشطرنج.
وعني الملوك والأمراء من الأسرة العلوية بالإستمتاع بأوقاتهم في ممارسة الألعاب الذهنية كلعبة الشطرنج، وأيضا ممارسة الرياضات البدنية كرياضة الصيد، حيث تزخر العديد من المتاحف مثل: متحف المجوهرات الملكية بالأسكندرية بالعديد من قطع الشطرنج البديعة الأشكال، ويزخر متحف قصر عابدين ومتحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل بالعديد من أدوات الصيد الخاصة بملوك وأمراء الأسرة العلوية مثل: الملك فاروق(1965/1920م) (1952/1936م)، الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق(1954/1875م)، والأمير يوسف كمال(1969/1882م). فكان الأمير فاروق في فترة صباه يمارس الجمباز بأمر من أبيه الملك فؤاد(1936/1917م) مع البولو والشيش وركوب الخيل والسباحة والملاكمة والصيد والكثير من الرياضات الشاقة لأمير صغير في مثل سنه، وكان الملك فاروق مغرما بالصيد ومن أشهر الأماكن التي شهدت على ذلك هي الفيوم ودهشور، وغيرها من الصحراوات المصرية. وكان الملك فاروق يصطحب معه في رحلاته رجال السلك السياسي الأجنبي ورؤساء البعثات وأحد أمراء الأسرة وكان ذلك يتم بناءا على دعوة رسمية. فقد احتلت رياضة الصيد مكانة كبرى في عصر أسرة محمد علي والعصور السابقة، حيث كانت من أهم أنواع الرياضات التي تمارسها الطبقات الراقية في العصوز الوسطى، وكانت الرياضة المفضلة لدى حكام الأسرة العلوية.
كما احتلت لعبة الشطرنج مكانة كبرى لدى حكام الأسرة العلوية والطبقة الأرستقراطية وأيضا نالت أهمية كبرى لدى العامة من الشعب، فكانت من أهم الألعاب التي تتم ممارستها بالمقاهي وبين جميع طوائف المجتمع. والشطرنج لعبة ذهنية الهدف منها تحقيق موت الشاه، وعرفت هذه اللعبة أيضا بلعبة الحرب.
والشطرنج عبارة عن: لوح مستطيل يحتوي على مربعات ذات لونين هما الأبيض والأسود وفي أغلب الأحيان يلونان بالتبادل، ويشمل على ستة أصناف من القطع التي يتم اللعب بها وهي:
الشاه/الفرزان /ترمز إلى الملكة/الرخ/الفرس/الفيل/البيدق).
وقد جرت العادة أن تصنع أدوات الشطرنج من الجوهر والذهب والفضة والأبنوس والبللور الصخري.
وعن أدوات الصيد فقد تعددت وشملت:
(البنادق بأنواعها/الخناجر/السيوف/الطبنجات/الأقواس/الحربات/العصيان/زنات البارود/حذاء الفارس/زمزميات المياه وبها جزء مخصص للطعام)
ومما سبق أوضحنا نبذة صغيرة عن وسائل التسلية في ذلك العصر، والتي تعد دليلا واضحا على شغف حكام الأسرة العلوية من ملوك وأمراء بممارسة تلك الرياضات.