عيدٌ تجلّى

أَقبَلْتَ يا عيدُ والبِشْرَى تُناديكا *** فَالشَّوقُ في الأرْواحِ مُذْ عامٍ يُحَيِّيكا
نَحْنُ انتَظَرْناكَ والأَحْلامُ مُبتَهِجَةٌ *** نُهْديكَ قَلْبًا صَفَا شَوْقًا يُنادِيكا
يا عِيدُ كَمْ غابَتِ الأفراحُ عن وطني *** وَاليَوْمَ عُدْتَ كَنُورِ الصُّبْحِ يُهْدِيكا
لَبِسْنَا مِنَ النُّورِ أثوابًا مُعَطَّرَةً *** وَالعِطْرُ سَارَ على الأَيَّامِ يُزْهِيكَا
في العِيدِ نَسْمُو كَطَيْرٍ ضَمَّ أُسْرَتَهُ *** وَعَانَقَ العُشَّ شَوْقًا مِنْ تَمَنِّيكَا
تَهْفُو القُلوبُ لِنُورِ العِيدِ مُبْتَهِجَةً *** تَنْسَى الأسَى وَتُغَنِّي في نَواصِيكَا
تَزهو الطُّفُولَةُ في الدُّنْيَا وَبَسْمَتُهَا *** تَجْرِي كَنَهْرٍ بِأَفْراحٍ يُلاقِيكَا
وَالأُمُّ تَغْزِلُ مِنْ رُوحِ المُحَبَّةِ مَا *** يَحْكِي لِصُبْحِ الهَوَى عِطْرًا يُحَيِّيكَا
يا عِيدُ هَلْ تَحْمِلُ الأشْواقَ في يَدِكَ؟ *** لِتَفْتَحَ البَابَ لِلأَحْبَابِ تَهْدِيكَا
نَحْنُ اشْتَهَيْنَاكَ نُورًا فِي المَدَى وَضِيًا *** نُرَوِّحُ الرُّوحَ مِنْ سُهْدٍ يُؤَاسِيكَا
مَرَّتْ سِنُونٌ وَأَوْجَاعٌ مُفَتَّتَةٌ *** وَجَاءَ عِيدُكَ يَجْلُوها وَيُبْكِيكَا
لَكِنَّهُ العِيدُ، لا أَحْزَانَ تَسْكُنُهُ *** فَامْلأْ قَلِيلَكَ مِنْ حُبٍّ وَأَعْطِيكَا
خُذْ مِنْ يَدِ العِيدِ سَعْدًا وَاحْضُنِ الفَرَحَا *** وَارْوِ القُلوبَ مِنَ الرَّيَّانِ يُزْهِيكَا
وَانْثُرْ عَلى الدَّرْبِ أَحْلامًا مُعَطَّرَةً *** فَالعِيدُ يَسْأَلُ عَنَّا كَيْ يُؤاخِيكَا
عيدُكَ مَجْدٌ وَأَفْراحٌ مُبَجَّلَةٌ *** وَنُورُهُ فِي جَبِينِ الصُّبْحِ يَشْرِيكَا