سوهاج بين قدسية الأيام وانفلات السلوكيات

سوهاج، تلك المحافظة العريقة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ، والتي طالما اشتهرت بقيمها الأصيلة وتقاليدها الراسخة، تعيش هذه الأيام المباركة أجواءً روحانية مع اقتراب عيد الفطر المبارك. غير أن هذه الأجواء الإيمانية لا تخلو من مظاهر سلبية، إذ تشهد بعض شوارع سوهاج، خاصة في المناطق التجارية والأسواق، تجاوزات وسلوكيات غير مسؤولة من بعض الشباب، مما يشوه فرحة العيد ويثير استياء الأهالي.

السلوكيات السلبية في الشارع السوهاجي
في الوقت الذي يخرج فيه المواطنون إلى الأسواق استعدادًا لاستقبال العيد، تتزايد بعض الظواهر غير المقبولة مثل:
1. التحرش والمضايقات: حيث تتعرض الفتيات والنساء لمضايقات لفظية وجسدية، في انتهاك صارخ للقيم الدينية والمجتمعية.
2. القيادة المتهورة: شباب يقودون الدراجات النارية والمركبات بسرعة جنونية بين الزحام، مما يعرّض حياة المارة للخطر.
3. التجمهر وإزعاج المارة: تجمعات شبابية في الطرقات تعيق حركة السير وتخلق فوضى غير مبررة.
4. إلقاء القمامة في الشوارع: بدلاً من الحفاظ على نظافة المدينة، يتعمد البعض إلقاء المخلفات في الطرقات، مما يشوه المنظر العام.

الإطار القانوني والتصدي للظاهرة
القانون المصري لا يتسامح مع مثل هذه السلوكيات، حيث يجرّم التحرش في الأماكن العامة وفقًا للمادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات، بعقوبات تصل إلى الحبس والغرامة. كما تعاقب القوانين المرورية على القيادة المتهورة، ويعاقب قانون البيئة على إلقاء القمامة في الشوارع.

دور المجتمع في التصدي لهذه الظواهر
إن معالجة هذه الظواهر السلبية لا تقع على عاتق الدولة وحدها، بل تتطلب مشاركة مجتمعية من خلال:
تكثيف التوعية في المدارس والجامعات والمساجد حول أهمية احترام الآخرين وسلوكيات الذوق العام.
تعزيز الرقابة الأمنية في الشوارع والأسواق لردع المخالفين وتطبيق القانون بحزم.
تحفيز دور الأسرة في تربية الأبناء على القيم السليمة وعدم التهاون مع أي تصرف غير مسؤول.

ختامًا
في هذه الأيام الفضيلة، يجب أن نتمسك بأخلاقنا وقيمنا، ونجعل من العيد مناسبة للفرح النقي، لا للانفلات الأخلاقي. إن سوهاج تستحق أن تظل نموذجًا للمجتمع المترابط الذي تحكمه القيم والاحترام المتبادل، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجميع، أفرادًا ومؤسسات، للحد من هذه الظواهر السلبية والارتقاء بمستوى السلوكيات في الشارع السوهاجي.