حفنة فلوس

لعبت المادة دورا كبيرا في هذه الأيام فصارت المادة عصبا للحياة جعلت صوتا لمن لا صوت له تحكمت في مصير الكثيرون فصارت قوة ضغط مع ظروف الحياة فأصبح الإنسان الدنيوي يلهث وراءها أملا في جمعها بكلالسبل ولكن علينا الا ننسي أننا لها مفارقون ولغنائمها تاركون فكما جئنا إليها ونحن لا نملك شيئا سنخرج منها يوما ما ونحن لا نملك شيئا الا صحائف اعمالنا اموالنا التي جمعناها محاسبون عليها من اين اكتسبناها وفي اي المصارف انفقناها فمهما جمعنا من ثروه تبقى لا تساوي شيئا امام الصحه امام الرضا امام السعاده الحقيقيه. فالمال لا يغير معادن الإنسان فلن يصبح الحديد ذهبا ولن تغير خواصه وصفاته حتي إن تغيرت أشكاله يظل الذهب ذهبا والحديد حديدا ان علينا ان ندرك ان المال وحده لا يكسبنا السعاده الحقيقيه فقد عرضت الدنيا وما فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه ابى الا انه تمسك برسالته التي انارت العالم حين يمتلك الطامعون المال فانهم لا يتوقفون عن جمعه فمهما جمعوا يطلبون المزيد حتى يصلوا إلى لحظه ما فيدركون حقيقه الدنيا بعد فوات الاوان ان الخلق النبيل ومكارم الاخلاق هي الاساس المتين الذي لا يتزعزع مهما تقلب الدهر ومالت الايام علينا ان نسعى الى دعائم الرضا والعطاء والصفح والغفران والتمسك بالقيم النبيله التي تبعث السعاده بين الجميع وتحقق التوازن النفسي مع المجتمع الذي نعيش فيه مهما حاز الانسان من مال تبقى الاصول التي تربى عليها هي الحاكم لافعاله فقد اوصى احد الصالحين عند موته ان ينثروا الذهب من فوقه وهو في مثواه الاخير حين احتضره الموت ولما افاق سئل عن ذلك فقال ليعلم الجميع ان المال الذي جمعته لا حيلة لي به بعد الموت فهو يتناثر حولي ولا حيله لي ولكننا محاسبون عن كل شيء جمعناه في هذه الحياه فلتكن اموالنا للخير معولا وللصدق معينا وللحق يقينا لاننا ذاهبون ولا يبقى منا الا الاثر فاحرص علي ان تترك الأثر الطيب بين الجميع واجعل من المال سببا في إسعاد غيرك وفك الكروب معولا في الخير لا مسلطا علي رقاب البشر فخير الناس انفعهم للناس بصدق وإخلاص لا رياء وتكبر فكلنا لادم وادم من تراب فما اجمل ان يجتمع المال مع خشية الله ومكارم الاخلاق فيكون سببا في إسعاد الغير فالمال مال الله يؤتيه من يشاء فالمال والصحة والجاه يسأل عنه الانسان يوم القيامه اللهم أرزقنا الرضا وامنحنا الايمان والإحسان واحفظ لمصر. قائدها وأمنها واستقرارها وشبابها وكل عام وحضراتكم بألف خير باذن الله تعالى وبركاته أهل مصر الطيبين الطاهرين المخلصين الشرفاء