18:10 | 23 يوليو 2019

جمال حسين يكتب : مع أمى فى عيدها

11:53am 24/03/25
جمال حسين
جمال حسين

بينما كانت السيارة تطوى الأرض إلى سوهاج فى رحلة الساعات الخمس إلى مسقط رأسى لأداء واجب العزاء فى عزيز.. كانت صورة أمى رحمها الله لا تفارق خيالى وصوتها الحنون يرن فى أذنى.. رب صدفة خير من ألف ميعاد أن أزور المقابر فى عيد الأم وكأنى احتفل مع أمى عن قرب.. قرأت القرآن على روحها الطاهرة وناجيتها وكلى يقين أنها تسمعنى.. وحشتينى يا أمى، أفتقدك وأفتقد حبك وحنانك ودعواتك التى كانت لى بمثابة «الحصن الحصين» وجواز المرور لكل ما هو صعب.. لا أنسى مساندتك عقب تخرجى فى الجامعة عندما عانيت كثيرًا لتحقيق حلمى بالعمل صحفيًا لأننى ليس لدى «واسطة» ولم يشفع لى عند أصحاب الياقات البيضاء أن كنت الأول على دفعتى وحصلت على جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة!!.. ما زالت كلماتك ترن فى أذنى: اصبر يا ابنى ربنا هينصرك.. قلبى وربى راضيين عنك»، وحدث يا أمى، فقد كانت إرادة الله أقوى وبفضل دعواتك تحققت أحلامى وكانت المفارقة العجيبة اختيارى رئيسًا لتحرير الجريدة التى طردت منها عقب تخرجى!!
أتذكر عندما كنت أرتمى فى حضنك بمجرد وصولى من السفر باحثًا عن الأمان والاطمئنان.. أتذكر عندما كنت أطلب منك الرضا والدعوات.. أتذكر عندما كنت أغنى لك رائعة المطربة فايزة أحمد وأقول لك كأن الشاعر العظيم حسين السيد كتب الكلمات التى أريد أن اقولها لك.. فأنتِ ست الحبايب وأغلى من روحى ودمى.. أنتِ نبع الحنان والطيبة.. أنتِ من سهرت وتعبت وشلتِ من عمرى ليالى وكنت دائمًا تحملين الهم بدلًا منى.. كنت أنام وتسهرين حتى لا تحرقنى «لمبة الجاز» التى كنت أذاكر عليها قبل دخول الكهرباء لقريتنا.. تستيقظين عدة مرات ليلًا لتغطينى خوفًا من برد الشتاء القارس.. كنت تشعرين بفرحتى قبل الهناء بسنة وتشعرين بشكوتى قبل ما أشعر أنا بها.. قالوا إننى أشبهك وروحى من روحك لكن بالتأكيد أعيش بسر دعائك ولو عشت عمرى لأوفى جميل صنيعك ما وفيت ولن أجد أغلى هدية تستحقينها إلا الدعاء لك ولوالدى الحبيب .
يا رب أنت تعلم أن أمى وأبى هما الأعز إلى قلبى وهما الآن فى رحابك اللهم أسألك أن ترحمهما رحمة واسعة وتجعلهما فى جنات النعيم.. اللهم آمين .

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn