منى صدقى تكتب : تصدقوا فإن الصدقة دواء

ها نحن قد عبرنا النصف الأول من شهر رمضان المبارك اعاده الله على كل شعب مصر بخير وأن يحفظ الله شعب غزة من الوباء والبلاء الإبادة التى تحدث له ولكن فى الحقيقة شهر رمضان هذا العام مختلف عن كل الأعوام السابقة من حيث الغلاء وارتفاع الأسعار ودخول شريحة كبيرة من الناس مرحلة العوز والاحتياج لذا بات على كل مقتدر إن كان رجل أعمال أو سياسيى أو شخصية عامة أن يتصدق بقدر ما يستطيع خاصة هذه الأيام .
فتصدقوا بقدر استطاعتكم فان الصدقة دواء وقد يستغرب القارئ ويتساءل ما علاقة الصدقات بعلاج الأمراض؟ ” والجواب ببساطة علاج الأمراض له صلة وثيقة بالعقيدة وحسن التوكل على الله كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث " حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة "
فالمال الذي عندك هو لله تعالى وهو الذي أعطاك إياه والله ممتحنك فيه فلابد ان تؤدى حق الله فيه ، وإن بخلت به على المستضعفين من عباده ولم تؤدِّ حق الله فيه فإنه يُخشى عليك من أن يسلبه الله منك وتخسر دنياك وآخرتك قال تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ” .
والإسلام دين شمولي يحض على التكافل الاجتماعي والاقتصادي، وإخراج المال وبذله للآخرين ، وبالتالي الجزاء من جنس العمل ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) فالصدقة تدفع عن الانسان أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض والصدقة تُزكي النفوس وتطهرها من الشح والبخل والطمع ، فتشعر براحة البال وطمأنينة النفس وانشراح الصدر .
و النبي صلي الله عليه وسلم كان سَخياً كريمـاً ( يُعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر ) فاجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ، فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم
وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقة كلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظم ! مع العلم أن ( في كل كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر ) ، فلا يلزم أن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاً بنية شفاء مريضك فسوف يُشفى إن شاء الله تعالى .
بل كن واثقاً به فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده الضرُّ والنفع .. والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. والذي إذا أراد شيئاً قال له ( كن ) فيكون ، فأحسن الظن به وأنه سيشفي مريضك ويداوي ألمك.
أخيراً لتعلم أخى وأختى المتصدقة أن الصدقة هى أول عمل يتمنى الأنسان يوم القيامة أن يرجع الدنيا ليزيد منه وذلك لما رأه من ثواب عظيم للصدقة كما قال الحق سبحانه وتعالى " وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ
وكل عام وأنتم بخير .