منى صدقى تكتب : المعادلة الصعبة بين رفض التهجير واعادة التعمير

سيشهد التاريخ القديم والحديث الأبناء والأحفاد ثبات وصمود الموقف المصرى المُشرف في الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني سيذكر الجميع أنه كان لمصر رئيس قوى قال أن الحل هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ضارباً عرض الحائط بما يقوله ويخطط له الرئيس الأمريكى ترامب لتهجير الفلسطينين من غزة .
سيذكر التاريخ أيضا بأحرف من نور رفض الرئيس السيسى زيارة الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء ترامب كأول رئيس مصرى وعربى يفعل ذلك طالما كانت على أجندة الحوار جملة تهجير الفلسطينين من غزه وذلك بعد أن أحرج ترامب الملك عبد الله الثانى ملك الأردن على الهواء بمحاولة توريطه وانتزاع ما يفيد موافقته على خطة تهجير الفلسطينين من غزة فقرر الرئيس السيسى تفويت الفرصة على ترامب، وألغى زيارته إلى واشنطن، حتى ينزع من يد الرئيس الأمريكي أي وسيلة يريد أن يضفى بها أي شرعية على خطته المجنونة ، حاملاً على عاتقه قيادة معركة العرب ضد تهجير أهل غزة .
ورغم كل هذا لم ينسى الرئيس السيسى ضرورة إكمال تنفيذ وقف إطلاق النار، كما تم الاتفاق عليه وإكمال تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، بعد أن هدد ترامب بإفشال تنفيذ باقى الاتفاق لو لم تسلم حماس باقى الأسرى في موعد أقصاه السبت الماضى كما عمل على استغلال علاقاته الطيبة بالكثير من رؤساء الدول لحشد رفض دولى كبير لخطة ترامب المجنونة، وهو ما تحقق بشكل كبير، حيث أعرب الكثير من رؤساء الدول عن رفضهم بخطة التهجير، بل وصفها البعض بأنها تطهيرعرقى مرفوض .
وكفرض أمر واقع لرفض تهجير أهل غزة وإعادة اعمار القطاع بأهله ومواطنيه ، بدأ التفكير في مصر أولا والشركات المصرية لإعادة الإعمار وهو ما حدث في عدد من الدول من قبل منها العراق، ومن بعدها ليبيا، ويأتي الدور على غزة، فالدمار الذى شهدته غزه خلال الحرب التي استمرت أكثر من عام، تستطيع شركات المقاولات المصرية إعادة الإعمار خلال فترة لا تتخطى العام خلاف كافة الأرقام والمدد التي تحدث عنها الغرب أنها تحتاج لأكثر من 7 سنوات فالمقاول المصري والعامل المصرى، قادر على فعل المستحيل، وقادر على إعادة الإعمار خلال عام واحد فقط حال توافر التمويل اللازم .
ولنعلم جميعاً أن سياسة الإدارة الجديدة بالبيت الأبيض، تعتمد على القوة والتهديد والوعيد لتحقيق مصالحها، وعقد الصفقات، لذلك فإن محاولات التهديد والوعيد للاستحواذ على مقدرات الغير، أمر لا يمكن السكوت عليه فهذه الحالة تعود بنا إلى شريعة الغاب، تلك الشريعة التى يأكل فيها القوىّ الضعيف، وتختفى فيها قيم الحق والعدل والمساواة والإنسانية، وتضيع فيها الحقوق وتهدر الأرواح، ويسود الغِلّ والحقد لدول جمعت نفسها من العدم وصعدت على أنقاض أمم تاريخها كبير فى جذور التاريخ
ولكن ستظل مصر الملهمة في طليعة الدول بما تتبناه من قيم ومبادئ، وستظل جبهتها الداخلية قوية متماسكة، وسيظل الشعب خلف قيادته داعمًا مساند، لا يكل، ولا يمل، ولا تفتر عزيمته وإرادته، تجاه نصرة الحق وكسب قضيته.. حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.