عيد الحب فرحة كل العصور

يحتفل العالم في 14 من فبراير من كل عام بذكرى عيد الحب ، اليوم الذى يملؤه الكثير من المشاعر الرومانسية، حيث يتبادل الأحباء الورود الحمراء والهدايا، أسمحوا لى أن نتعرف سويا على أصل وتاريخ عيد الحب الذى لم يبدأ بالورود والشوكولاتة ، حيث يمتد إلى أعماق الحضارات القديمة، مرورًا بأساطير رومانية وقصص دينية وتأثيرات تجارية حديثة.
فى العصر الرومانى :-
يعود عيد الحب إلى مهرجان لوبركاليا، وهو إحتفال وثني روماني قديم، كان يُقام في 15 فبراير إحتفالاً بالتزاوج، وكان في الأصل مهرجان للآلهة الرومانية لوبيركوس وفونوس ، و تتضمن هذه الإحتفالات طقوس معينه تشمل القرعة لإختيار شريك عاطفي لمدة عام كامل، ومع توسع الإمبراطورية الرومانية، إنتشرت هذه العاده الوثنية، وأصبحت جزءًا من التقاليد الشعبية.
وعندما تحولت الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية في القرن الرابع الميلادي، وجدت الكنيسة نفسها أمام تحدي التعامل مع العادات الواثنيه المتواثره في المجتمع، فقاموا بتطوير الإحتفال ولكن فى شكل دينى، حيث ربطه بذكرى القديس فالنتين، وهو رجل دين خالف أوامر الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني الذي منع زواج الجنود، حيث كان يزوج العشاق سرًا، وتم إعدام القديس فالنتين أ في 14 فبراير عام 270م، وتحوّلت هذه الذكرى بعد وفاته إلى يوم يرمز للحب والإخلاص.
أما فى العصر الفرعونى :-
كان المصرى القديم مفتوناً بالعشق والجمال وسمى بعيد الوليمه ، حيث كان يشارك محبوبته الطعام ومشاعر الحب فى التماثيل وعزوبة الأشعار الموثقه على البرديات ، علاوةً على قصص حب الملوك مثل قصة حب الملك أمنحتب الثالث والملكه تى، وهى قصه تحدت العادات والتقاليد آن ذاك ، وتقديمه زهور اللوتس لحبيبته ، بالإضافه إلى حرص المرأه على الظهور فى أجمل صورها.
أما عن مظاهر الإحتفال في العصر الحديث :-
بدأت مظاهر الإحتفال بعيد الحب تتطور من خلال صناعة بطاقات معايدة مزخرفة، ومع ظهور الثورة الصناعية، أصبحت الهدايا جزءًا لا يتجزأ من المناسبة، مما أعطاها طابعًا تجاريًا قويًا.
في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا
تُقدم الهدايا مثل الورود الحمراء والشوكولاتة وبطاقات المعايدة، وتكثر العروض التجارية والمناسبات الرومانسية.
وفي فرنسا
يُعرف عيد الحب بالرومانسية الفاخرة، حيث يُفضل العشاق تناول عشاء فاخر في المطاعم الراقية.
وفي إيطاليا
يُتبادل العشاق الهدايا التقليدية مثل الشوكولاتة المحشوة بالبندق.
وفى اليابان
النساء يُقدّمن الشوكولاتة للرجال، وبعد شهر يرد الرجال الهدايا فيما يُعرف بـ"اليوم الأبيض".
وفي الفلبين يُقام أكبر حفل زفاف جماعي، حيث يتزوج المئات في وقت واحد.
وفي جنوب أفريقيا
النساء يكتبن أسماء أحبائهن على أكمامهن.
وفي الصين
يُطلق عليه “مهرجان العشاق” ويوافق اليوم السابع من الشهر القمري السابع، حيث تُضاء الفوانيس، ويُحتفل بالأزواج.
في الهند وباكستان، يتبادل الكثيرون الورود والهدايا كدليل على الحب.
في الشرق الأوسط
تختلف المواقف تجاه عيد الحب، فبينما يتم الاحتفال به في لبنان ومصر ودول الخليج.
والجدير بالذكر ، أنه لا يزال عيد الحب مرفوضًا في بعض الدول مثل إيران، باكستان، وإندونيسيا، حيث يُنظر إليه على أنه تقليد غربي غير متوافق مع العادات والتقاليد المحلية.
ويجدر بالإشاره إلى أن إرتبط عيد الحب بأعظم القصص الروماسيه الخالده في التاريخ والأدب مثل روميو وجولييت ، قيس وليلى وعنتر وعبلة.
ويحمل عيد الحب أهمية إجتماعية ونفسية عميقة مثل :-
فإن المغزى الحقيقي للإحتفال بعيد لا يكمن في الهدايا الفاخرة فحسب، بل فرصة للتعبير عن المشاعر الصادقه.
يعزز الروابط الإجتماعية بين الأزواج والأصدقاء وأفراد العائلة.
يمنح لحظات من السعادة، حيث أن الدراسات تشير إلى أن التعبير عن الحب يقلل من التوتر ويحسن الصحة النفسية.
يساهم في الإقتصاد، حيث يشهد شراء الهدايا والذهاب إلى المطاعم إنتعاش كبيراً خلال هذا اليوم.
يوماً مميزاً للتعبير عن المودة والإحتفال بالمشاعر الإنسانية الجميلة، سواء من خلال رسالة أو وردة، أو مجرد وقت يقضيه الأحباء معًا.
وعلى ضوء ما سبق، يعبر عيد الحب عن لغة القلوب التى ترسل البهجة والفرح والسرور والمشاعر الإيجابية، والإحتفال بالمحبوب، وتبادل الألفة والمودة، فلا كلمات تصف هذه المشاعر وخاصةً لو كانت صادقه، كما أنه يحقق الوحدة والسعادة والإستقرار، فلا يُمكن العيش بدونه، فهو يُساعد على تخطي مصاعب الحياة، وتحقيق التوازن النفسي ويدفعنا للأمام.
ختاماً ، أجمل ما في عيد الحب هو تجديد العهد بالعطاء والإحتواء والطمأنينة.