فريد عبد الوارث يكتب: كش ملك .. جيم شطرنج مصري رائع

تخطيط مصري مدروس و استعداد قوي لساعة الصدام المصري الأمريكي، جاهزية سياسية و عسكرية و جيم شطرنج رائع من الدولة العميقة صاحبة التاريخ ضد رعاة البقر و سارقي ثروات العالم بلطجية العصر و عبدة الشيطان، وصولاً للقول المعروف في لعبة الشطرنج كش ملك.
وللحكاية فصول و محطات و ثمن باهظ دفعته مصر و شعبها اقتصادياً لمدة عشر سنوات، فهيا بنا نسترجع و نستعرض ونفتخر:
تحملت مصر الشعبية و الرسمية حرب اقتصادية ممنهجة أدت لإرتفاع الأسعار و تراجع قيمة العملة نتيجة سحب الاستثمارات بأوامر أمريكية، و لم يمنع كل ذلك القيادة السياسية من تطوير و تحديث شامل لكافة أفرع القوات المسلحة و توطين التصنيع العسكري، و الحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية القتالية.
شعرت دولة الكيان اللقيط أن مصر خدعتهم و حشدت قوات ضخمة في سيناء بل و بالقرب من الحدود معهم مما يمثل إخلالاً ببنود معاهدة السلام الخاصة بعدد القوات و مواقع تمركزها و هم وافقوا وقتها لمصر لمحاربة الجماعات الإرهابية، و بعدها أعلنت مصر الإنتهاء من تنظيف سيناء من البؤر الإرهابية و رغم ذلك لم تعيد قواتها الضخمة لمواقعها الأصلية غرب القناة و القوات الآن تتخذ أوضاع هجومية و ليست دفاعية و الأخطر هو التصريحات شبه الرسميه المنسوبه لمصادر إستخباراتية مصرية رفيعة المستوي بأن هذه القوات ستهاجم إسرائيل في حالة إجبار سكان غزة علي النزوح نحو سيناء .
وأصبح التعاطي المصري يتسم بحدة و حزم لم تتوقعه إسرائيل و تحدت خطة ترامب علانية و هددت نتانياهو بالحرب و هو المنتشي و يختال زهواً بما حققه في غزة و جنوب لبنان و ظن أنه امتلك المنطقة العربية كلها وبات سيدها بلا منازع .
ردود أفعال شعبية مصرية في الميديا الغربية قوية جداً و غير متوقعه من شعب يعاني اقتصادياً، حتى وصلت الأمور لترديد الشعوب الأوروبية مقولة أن السيسي يهزم ترامب و يرفض خطته و أن الشعب المصري الغاضب يطالب بالحرب علي إسرائيل.
تصريحات رسمية أمريكية هوجاء تقابلها بيانات مصرية رسمية قوية و حازمة لحظة بلحظة، تأجيل او إلغاء لزيارة السيسي لأمريكا كرد فعل على تهور شمشون البيت الأبيض و تجاهل لتهديداته.
مصر حزمت أمرها و اتخذت قرارها و لا تراجع عنه مهما كان الثمن، لا تهجير و لا تغيير لخريطة الشرق الأوسط، و العين بالعين و السن بالسن و البادي أظلم.
لله در الشاعر حين يقول
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم
وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي