فريد عبد الوارث يكتب: قاب قوسين أو أدنى .. خلي السلاح صاحي

تعيد مصر كتابة التاريخ من جديد كما بدأته منذ سبعة آلاف عام، و تتحدى أقوى دولة في العالم بكل أدواتها و أسلحتها و أموالها و قواعدها العسكرية و ذيولها بما فيهم الكيان اللقيط إسرائيل، ليس ذلك فحسب بل و تعلنها قوية مدوية على مرأى و مسمع العالم: " لا لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ".
و ترفض مصر كل المغريات و الأموال المعروضة عليها من إدارة بلطجي البيت الأبيض و شمشون السياسة الأمريكية ترامب، و تقبل التحدي برغم كل المصاعب التي تواجهها اقتصادياً .
ولعل موقف مصر الثابت و القوي و العلني قد كشف عورات كل خائن و متاجر بالقضية الفلسطينية لعشرات السنين، بداية من ممالك العنكبوت وصولاً لجماعات الإسلام السياسي التي لا ترى و لا تسمع و لا تتكلم عن القدس، و كأن لسانها قد خرص!
فأين شعاراتكم يا تجار الدين؟ و متى ستعلنون موقفهم من إبادة شعب فلسطين و الاستيلاء على أرضه؟
وبينما يجلس الأعراب في مقاعد المتفرجين تخوض مصر العروبة و الحضارة أعتى معاركها في العصر الحديث، دبلوماسياً و عسكرياً على أرض سيناء و على الحدود المباشرة لأحفاد القردة و الخنازير، فهناك الآلاف من خير الجند على أهبة الاستعداد لخوض معركة المصير و الشرف ليس على أرض سيناء كما اعتاد الصهاينة بل في قلب تل أبيب هذه المرة .
عشر سنوات من الصمت الاستراتيجي المصري مع الاستعداد لتلك اللحظة بكل الأسلحة التي حازها جيش مصر، فقد كانت القيادة السياسية على علم تام بكل مخططات الماسونية و ألاعيب إسرائيل، و استبقت مصر كل ذلك و تجهزت ليوم الملحمة الكبرى و أعدت لهم ما استطاعت استعداداً لكل السيناريوهات المحتملة.
ولنا أن نفخر بتحدي الظلم و نصرة الحق و الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة و القدس الشريف مهما بلغت الصعاب و مهما كان الثمن غالياً، و علينا تقديم كل الدعم لمصر و قيادتها السياسية المخلصة و الإلتفاف حول راية الوطن.
لسنا دعاة حروب و لكنها إن فرضت علينا سنجعلها مثل صلاة العصر لا سنة بعدها و لا وتر، فحينما تدق طبول الحرب تعلو مصر و تتبوء مكانتها و يصطف الجميع خلفها، فإن كانت اللحظة قد حانت فنحن لها.