جمال حسين يكتب : تنصيب «ترامب».. ورسائل «ثورة المنطق»!
حرصت على متابعة حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض بعد 4 سنوات من ولايته الأولى أكثر قوة ونفوذا بعد فوز كاسح على منافسته كامالا هاريس وسيطرة كاملة على الكونجرس بغرفتيه والسلطة التنفيذية فى جميع الولايات الأمريكية.. رسائل حفل التنصيب التي وصفها ترامب بأنّها رسائل «ثورة المنطق» جاءت متعددة لترسم إلى حد كبير مستقبل أمريكا والعالم في ظل وجود «ترامب» الرئيس المثير للجدل الذي كان بطل تلك اللقطة الطريفة حين حاول تقبيل زوجته ميلانيا خلال حفل التنصيب لكنه لم يتمكن بسبب القبعة التي حالت دون إتمام القبلة!! وبلغت الكوميديا قمتها عندما أعلن في وجود «بايدن» أنّه سيمحو كل الأوامر التنفيذية التي وقعها «بايدن»، ووصفها بأنّها أوامر حمقاء دمرت أمريكا!!.. بعض الرسائل حملتها دلالات الشكل في نوعية المدعوين والكثير منها أعلنه «ترامب» بنفسه خلال كلمته التي تطرق فيها إلى كل شيء داخليا وخارجيا.
نبدأ برسائل الشكل حيث إنه لأول مرة منذ 40 عاما يتم نقل مراسم حفل تنصيب الرئيس الأمريكي إلى داخل الكابيتول الذي اقتحمه أنصار «ترامب» عقب هزيمته أمام «بايدن» قبل 4 سنوات وقال «ترامب» إنّ نقل الحفل إلى داخل الكابيتول بدلا من الخارج بسبب البرد القارس!!
أيضا كان ذلك الحضور اللافت لرؤساء أمريكا السابقين بايدن وباراك وأوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون برفقة زوجاتهم إلى مبنى الكابيتول للمشاركة في مراسم تنصيب ترامب، كما لفت الأنظار ذلك الحضور المكثف لعدد من الزعماء والقادة وكذلك حضور أبرز رجال الأعمال حيث اجتمع 4 من أغنى رجال الأعمال في العالم الذين يطلق عليهم الإخوة الأعداء لأول مرة حول مائدة تنصيب ترامب.. هؤلاء الذين تبلغ ثرواتهم 884 مليار دولار هم: مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، وتيم كوك، الرئيس التنفيذى لشركة آبل، وجيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، وسوندار بيتشاي، رئيس شركة جوجل.
وخلال كلمته التاريخية في حفل التنصيب، رسم «ترامب» خارطة الطريق لمستقبل أمريكا واختار أن يبدأ ولايته الثانية بعاصفة من الأوامر التنفيذية التى تمثل تحولا جذريا في السياسة الأمريكية وبعث برسائل نارية في كل الاتجاهات، حيث أكد أنه سيبدأ في الساعات الأولى مع توليه ولايته الثانية بتوقيع ما يقرب من 200 أمر تنفيذي في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى إعادة تشكيل السياسات الأمريكية داخليا وخارجيا واصفا إياها بأنّها «ثورة المنطق».
قال: انتظروا العلم الأمريكي في كوكب المريخ.. الأولوية التي يجب أن نعمل عليها هي أن تكون أمريكا حرة مزدهرة، معتبرا أنّ العصر الذهبي الأمريكي بدأ حين أصبح هو رئيسا للبلاد وأنّ عصر انحدار الولايات المتحدة انتهى!! قال: سأقوم بوقف الغزو المدمر لبلادنا.. سأوقع اليوم سلسلة إجراءات وعقوبات على المجرمين، وأكد قائلا: نحن لم نعطِ قناة بنما للصين بل أعطيناها لبنما ونظرا لوجود بكين والمعاملة غير العادلة لسفننا سنستعيد القناة وسوف نغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، كما ضرب كامالا هاريس منافسته في الانتخابات في مقتل وأعلن في وجودها أنه سيوقع على أمر تنفيذي أن أمريكا ستعترف بجنسين فقط هما الذكر والأنثى وأنّه سيدرج عصابات المخدرات والجريمة المنظمة كمنظمات إرهابية أجنبية.
فجّر «ترامب» مفاجأة كذلك بأنّه سيرفع السرية عن أكثر الملفات غموضا في التاريخ الأمريكي وهو قرار قد يؤدي إلى تداعيات سياسية وقانونية واسعة النطاق، حيث تشمل الملفات الجنسية لقضية جيفري إبستين التي تحتوي على أسماء شخصيات سياسية واقتصادية بارزة متورطة في شبكة إبستين للاتجار بالبشر. والكشف عن هذه الأسماء قد يؤدي إلى فضائح مدوية وملاحقات قضائية في أوساط النخبة الأمريكية والعالمية.. كما سيرفع السرية عن أحداث تفجيرات 11 سبتمبر بعد أكثر من عشرين عاما من الغموض، وقد تكشف الوثائق المسربة معلومات غير مسبوقة عن الدور الحقيقي للاستخبارات الأمريكية والخارجية في هذه الأحداث، والجهات التي مولت ونظمت الهجمات.
هذه المعلومات قد تفتح الباب أمام إعادة التحقيق في القضية، وربما تبدأ توترات دبلوماسية جديدة.. كما ستكشف عن ملفات اغتيال الرئيس جون كينيدي، رغم أن بعض أجزاء هذا الملف قد رُفعت عنها السرية سابقا، فإنّه سيكشف معلومات لم تُنشر من قبل، قد تغير الرواية التاريخية حول عملية الاغتيال الأكثر جدلا في القرن العشرين.
كما سيعلن قرارات اجتماعية مثيرة للجدل تشمل طرد المثليين من الجيش ومنعهم من المسابقات الرياضية وتعهد باتخاذ إجراءات أكثر صرامة بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وتشديد الرقابة على المدن التي توفر ملاذا آمنا للمهاجرين، مثل نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو.
لقد قال «ترامب» كلمته والآن الجميع يترقبون!!
