فريد عبد الوارث يكتب: 25 طوبه و ثوار السبوبه
لم يستطيع أي احتلال خارجي تدمير الدول العربية كما دمرتها ثورات الخراب العربي التي تعصف بها منذ ما يقارب ال 15 عاماً، فجوهر تلك الثورات هو تفكيك المجتعات العربية بأيدي أبنائها دون أن تتكلف الدول الاستعمارية و الصهيونية أي خسائر بشرية!
فهل تحققت الشعارات الفارغة مثل العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية في البلاد التي نجحت فيها ثورات الخراب؟ و الإجابة ليست من وحي الخيال بل هي ما نراه في ليبيا و السودان و الصومال و أخيراً سوريا، قتل على الهوية و شوارع ملطخة بالدماء و تفكيك للجيوش الوطنية لحساب المنتخبات الإرهابية، و تصفية للعلماء و القيادات الدينية المعتدلة، و ملايين اللاجئين في دول العالم تحت سقف الفقر و الذل و الإذلال!
عجيب أن تلجأ شعوب الدول التي نجحت فيها الثورات إلى الدولة الوحيدة التي نجت منها بفضل الله ثم قيادة و طنيه مخلصة و جيش وطني و هي مصر! و الأعجب أن هناك من يحلم بتطبيق النموذج السوري في مصر! فماذا يريد الخونة و تجار الدين من نموذج سوريا التي تخطفتها الصهيونية و العثمانية و قطعتها لأشلاء و أجهضت على جيشها و تركتها فريسة لكلاب العالم؟
أقول لكل مخدوع بتلك الشعارات: ها هي سوريا أمامكم فاذهبوا إليها و لا تنسوا عشرات السنين من مطالبتكم بفتح الحدود المصرية لتحرير القدس و القضاء على إسرائيل فها هي حدود سوريا مفتوحة على مصراعيها معهم و ها هي الدبابات الإسرائيلية على مشارف دمشق و على بعد 20 كيلو متر من مقر حكم الجولاني و المسجد الأموي، فمتى ستتحرك جحافلكم لمقاتلة الصهاينة؟ أم أنكم لا تجيدون سوى مقاتلة المسلمين و القضاء على الجيوش الوطنية؟
عموماً، أستحلفكم بالله أن تذهبوا إلى جبهات القتال السورية لنرى صدقكم و بطولاتكم و أن تتركوا لنا السيسي بمشاريعه و و إنجازاته و طرقه و قطاره الكهربائي و عشرات محطات توليد الكهرباء و ملايين الأفدنه التي تم استصلاحها و صوبه الزراعية و جيشه الوطني الذي يصنف من أقوى عشرة جيوش على مستوى العالم، اتركوا لنا السيسي بأمنه و أمانه و مبارك عليكم الجولاني بخرابه و دمائه.
وليعلم القاصي و الداني أن مصر مستعده و جاهزه و شعبها الواعي على قدر المسؤولية و يعرف قيمة وطنه و مخاطر انهيار النظام، و أن الشعب هو حائط الصد الأول ضد الخونه و المرتزقه و تجار السبوبه من منتسبي 25 طوبه.
لا تراهنوا على سقوط مصر فهي عصيه على الكسر حتى في النحو و الصرف، لا تنتظروا أي تأييد لدعوات الخراب فقد سقطت عنكم آخر أوراق التوت التي كانت تستر عوراتكم حين اغتصبتكم إسرائيل و احتلت باقي الجولان و جبل الشيخ و رفعت علمها على محافظة القنيطرة السورية و سيطرت على السدود المائية و أنتم تحتفلون في المسجد الأموي بتدمير ما تبقى من سوريا و لم تعترضوا حتى بالكلام!!
اتركوا لنا مصر بأزهرها و علمائها معتدلي الفكر الذين يعلمون صحيح الدين و اذهبوا لمن يشبهكم و يفكر بنفس عقيدتكم الفاسدة و يبيح القتل و الذبح علانية دون محاكمة و دون ذنب، و انتظروا عدالة الله و انتقامه منكم بعد أن تاجرتم بدينه و خدعتم عباده بذقون كاذبه أطلقها جواسيس صهاينه.
ألا تَبْتْ أيديكم و خبتم و خاب مساعكم و اعلموا أنكم لن تنالوا مقابل خيانتكم سوى الخذي و العار دنيا و آخرة و عند الله تجتمع الخصوم.