كورونا والمستقبل
أزمة كورونا و المستقبل ، رغم تزايد أعداد المصابين إلا انها موجات متوقعة ولو رجعنا إلى كلام الخبراء و تجارب الدول الأخرى سوف نكتشف هذا ، و على مستوى الافراد علينا بالحذر و اتباع الارشادات من استخدام الكمامات و التباعد الاجتماعي و غسل اليدين بالماء و الصابون و تلك مقوامات المواجهه ، و لنعلم ان ثمن الفزع أضعاف ثمن المواجهة ، وارد جدا أن تنتقل العدوى لأى شخص ، مع نسب شفاء عالية أو تدهور لا قدر الله ، و في كل الاحوال كان التمسك بالأمل و الابتعاد عن الخوف المبالغ فيه واجب ، لأن ثمن الخوف أكبر من ثمن المواجهة .. و على مستوى الدولة و طبقا لتقديرات وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد فإن معدل النمو الاقتصادى سوف ينخفض العام المالى الحالى 2019 / 2020 إلى 4,2 فى المائة ، وفى العام المالى المقبل سوف ينخفض أكثر بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية إلى 3,2 فى المائة .. بينما كان المستهدف قبل أزمة كورونا 6 فى المائة .. و طبقا لتقديرات صندوق النقد الدولى سوف تكون مصر واحدة من 30 دولة فقط تحقق نموا إيجابيا هذا العام، بينما تحقق نحو 177 دولة نموا سلبيا .. و حتى تتمكن مصر من تحقيق هذا المعدل الإيجابى فإنها سوف تعتمد كما تقول وزارة التخطيط على أربعة قطاعات هى قطاعات الاتصالات تكنولوجيا المعلومات ، والزراعة ، والتشييد والبناء و الصناعات الدوائية و الكيماوية .. و هكذا فرضت علينا الأزمة أن نمنح اهتماما أكبر بقطاعي الزراعة والصناعة ، وهو ما كان علينا أن نفعله منذ وقت ، بعد أن تراجعت القطاعات الخدمية و التى يأتى على رأسها قطاع السياحة والسفر الذى كان واحدا من مصادرنا الاساسية من النقد الاجنبى ، بعد تحويلات العاملين فى الخارج المتوقع أن تنخفض هى وعائد قناة السويس بسبب تراجع حركة التجارة الدولية، وأيضاً الصادرات للخارج .. إنها فرصة أن نعيد تصحيح أوضاع اقتصادنا هيكليا بالفعل .. وهكذا يتحقق الإصلاح الاقتصادى الذى ننشده ، باعتماد اقتصادنا على القطاعات الإنتاجية ، و خاصة الزراعة والصناعة ، ليكمل الإصلاح المالى الذى قامت به الحكومة منذ أواخر عام 2016 .. فهذه القطاعات تعتمد على جهدنا فى الأساس وعلى ما تضخه من استثمارات فيها ، ولا تعتمد على الخارج ، أو على أمور وعوامل ليست كلها فى أيدينا .. أيضا لم تكن أزمة كورونا سلبية في جميع جوانبها ، فقد مثلت تحديا للدولة جعلها تنفذ العديد من التطويرات الضرورية في بعض القطاعات .. جاءت واحدة منها في صورة أعمال الصيانة والتطوير ورفع الكفاءة التي شهدتها مؤخرًا بعض المدن الجامعية على مستوى الجمهورية وذلك بعد قرار تخصيصها لعزل المصابين بكورونا أو استخدامها حجر صحي للمصريين العائدين من الخارج .. جاء هذا التطوير بالمدن الجامعية في مصلحة الطلاب والطالبات ممن سيقيمون بها بعد انتهاء الأزمة وكأن الوباء بكل سلبياته و مخاوفه أراد أن يترك لنا منفعة تمثلت في تحفيز الدولة على القيام بهذا التطوير الضروري و رب ضارة نافعة ، علينا ان نعود الى الله ثم القيم و مكارم الاخلاق و اعلاء الصالح العام و العمل بروح الفريق و المشاركة الايجابية مع قيادتنا السياسية الرشيدة للنهوض بالوطن و بناء مستقبل أفضل باذن الله ، و في كل الأحوال لا نملك ألا أن نقول الحمد لله على كل حال .. و الله الموفق و المستعان وبالصدق و الاخلاص تحيا مصر