الجارديان: مقتل السنوار لن ينهي على الأرجح الصراعات المتعددة بالشرق الأوسط
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار من غير المرجح أن يؤدي إلى إنهاء الصراعات المتعددة الجارية في الشرق الأوسط، رغم أنه سيشكل دفعة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقاعدته اليمينية المتشددة.قالت الصحيفة، في تحليل نشرته اليوم الخميس، إن مقتل السنوار له تداعيات ضخمة على الصراع في غزة، وعلى الحملات الإسرائيلية الأخرى في لبنان والضفة الغربية المحتلة، وعلى السياسة الداخلية الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه من الواضح أن أحد أكبر التأثيرات المباشرة سيكون على حماس، التي فقدت الآن الكثير من قياداتها العليا بعد مقتل السنوار وقبله إسماعيل هنية، في انفجار قنبلة في دار ضيافة حكومية في طهران في يوليو الماضي، كما قُتل مسؤولون كبار آخرون في بيروت وغزة بغارات جوية إسرائيلية.
أما في إسرائيل، حيث لا يزال بنيامين نتنياهو يُلام من جانب الكثيرين على الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هجمات السابع من أكتوبر 2023، فإن مقتل السنوار من شأنه أن يعزز بشكل كبير موقف نتنياهو السياسي ويحشد قاعدة دعمه اليمينية المتشددة.
قالت الصحيفة إنه بينما يرى العديد من كبار المسئولين الإسرئيليين في الجيش وأجهزة الاستخبارات والحكومة مقتل السنوار بمثابة لحظة لإعلان النصر في غزة، وإنهاء ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حملة عسكرية مرهقة، فإنه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يحدث هذا فرقًا حقيقيًا على الأرض.
وأضافت الجارديان، أنه ثمة احتمال أن تتمكن الولايات المتحدة الآن من الضغط على إسرائيل لإعلان نهاية حربها في غزة، الأمر الذي من شأنه أن يكون بمثابة راحة كبيرة لاستراتيجيي الحملات الانتخابية للحزب الديمقراطي.
ولفتت الصحيفة، إلى أن واشنطن صعدت من ضغوطها على إسرائيل في الأيام الأخيرة بشأن زيادة الوصول إلى المساعدات الإنسانية لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين نزح معظمهم عدة مرات، ويواجهون شتاء بلا طعام أو مأوى أو أدوية كافية، وقد أدى الارتفاع الأخير في الغارات الجوية إلى دفع إجمالي عدد القتلى منذ أكتوبر من العام الماضي إلى أكثر من 42 ألفا و500 شخص.
ولكن الصحيفة أوضحت أنه حتى لو قررت إسرائيل إعلان النصر في غزة بمقتل السنوار - وهو ما توقعه المحللون منذ فترة طويلة - فقد لا يعني ذلك بزوغ فجر "اليوم التالي". فقد أوضح المسئولون الإسرائيليون أن سيطرتهم العسكرية وعملياتهم في غزة ستستمر طالما رأوا ذلك ضروريا، ولم يأت أحد بعد بترتيب سياسي جديد في غزة قد يكون مقبولا لجميع الأطراف.