صمّام أمان لبنان نبيه برّي في خطر
نتوجّه بنصيحة خالصة أخيرة إلى أدعياء "السيادة والاستقلال" في لبنان وبدون جَمَل، الذين لا نزال نعتبرهم أخوة وشركاء في الوطن الكبير، ماذا ستجنون من انصياعكم لتوجيهات السفيرة الأمريكية على الصعيد الشخصي ـ وهنا لا نتحدث عن مكاسب لبنان ـ وأنتم تعرفون أن هذه السفيرة وطاقمها يتجسسون على وطنكم، ويعطون إحداثيات الأهداف لطيران العدو الذي ربّما لا تعتبرونه عدواً، فضلاً عن أثقل أنواع القذائف بشتى أنواعها لاستهداف أحياء عاصمتكم بيروت الآمنة، أم أنكم قزّمتم عاصمتكم واختصرتموها في عوكر فقط، التي يراد لها أن تصبح منطقة خضراء جديدة تتولى إدارة لبنان. ثم أنكم تُجمعون على أن الاستاذ نبيه بري رئيس مجلس نوابكم يمثل ضمانة السلم الاهلي وصمّام أمان العيش المشترك في لبنان، أم أنكم لحستم أقوالكم بذلك، وقد يقدم الكيان الصهيوني في حالة يأس تتزايد مع صمود وضربات مقاومة لبنان على استهدافه شخصياً لا سامح الله لإشاعة الفوضى واحتلال لبنان باعتباره حسب زعمه جزءاً لا يتجزأ من أرض إسرائيل الكبرى، وبمباركة أمريكية، وقد وضعوا مخططات مستوطناتهم على كامل التراب اللبناني، عندها لا مكان لكم لا لكرسي الرئاسة على ظهر دبابة إسرائيلية، كما فعل زملائكم عام 1982، ولا مجال لاتفاق 17 أيار جديد، فنتنياهو وعصابته ليس ذلك في قاموسهم، حتى لو قلّصت اغتيالات الكيان عدد النواب لتحظوا بالأغلبية النيابية، ساعتها لا رئيس ولا وجود لكيان لبناني أصلاً.
وإذا كان مفهوماً لا مقبولاً عدم اعتباركم الجنوب والبقاع ضمن السيادة اللبنانية، فماذا عن مناطق اخوانكم في الطائفة المسيحية الكريمة في جبل لبنان وزحلة والهرمل وبعض مناطق صيدا، أم أنكم تعيبون عليهم كرم ضيافتهم لإخوانهم في الوطن النازحين، وتشرعنون استهدافهم لذلك.
لعل مواقفكم تجاوزت حدود الاختلاف السياسي، وأصبحت في ظل الحرب الإسرائيلية الأمريكية على لبنان ترقى إلى الخيانة الوطنية العظمى، ولن تسعفكم وعود أمريكا وأموال الخليج، أم أنكم اشتقتم لخوالي الحرب الأهلية التي يخرج فيها الكل خاسر ولبنان الاستقلال والسيادة يكون الخاسر الأكبر، عندما كانت ميليشياتكم تتحكّم بالزواريب وتمارس القتل على الهوية.
خذوا العبرة من ميليشيات سعد حداد وأنطوان لحد، كيف تركتهم قوات الاحتلال كالأيتام، وألقت بهم في حاوية القمامة قبل اندحارها مهزومة عام 2000، ولولا تسامُح وعفو سماحة سيد الشهداء على طريق القدس حينها للَحق بهم أشد العقاب، فضلاً عن الذل والعار المتوارث