إسرائيلي رافض للخدمة العسكرية: عدم التجنيد أقوى سلاح ضد تجويع غزة
قال أوريون مولر أحد الشبان الرافضين للخدمة العسكرية في إسرائيل - التي تواصل إبادتها الجماعية ضد غزة ولبنان - إن عدم رغبة الشباب بالمشاركة في الآلة العسكرية الإسرائيلية هو «أقوى سلاح يملكه لإجبار حكومة (بنيامين) نتنياهو على وقف التجويع والتطهير العرقي».
وتحدث مولر في مقابلة مع وكالة «الأناضول»، عن الصعوبات التي واجهها بسبب عدم التحاقه بالجيش الإسرائيلي، قائلا إن القوة الوحيدة التي يمتلكها ضد الإبادة والتجويع في غزة هو «رفضه الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي».
وذكر أن الجيش الإسرائيلي طلبه للالتحاق بقواته خلال الهجمات على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه لم يكن لديه أي نية للانضمام.
وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها «حزب الله»، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن مقتل ألفين و350 شخصا، وإصابة 10 آلاف و906، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد «الأناضول» لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
رفض متزايد
وقال مولر إنه يتعين على كل شخص في إسرائيل الالتحاق بالجيش لمدة معينة إجبارية لا يمكن الاعتراض عليها، وإن تأخره في ذلك يؤدي إلى خلافات كبيرة مع أصدقائه الذين سبقوه في التجنيد.
ولفت إلى أن العديد من الشباب الإسرائيلي بدأوا يرفضون الالتحاق بالجيش بعد الهجمات على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023.
ومنذ أشهر، يعاني الجيش الإسرائيلي عجزا في عدد أفراده تزامنا مع إبادته المتواصلة في قطاع غزة، وعملياته المكثفة بالضفة الغربية المحتلة، وعدوانه المستمر على لبنان.
وفي مايو الماضي، كشفت منظمة «يوجد حد» اليسارية الإسرائيلية، الهادفة إلى دعم الرافضين للخدمة العسكرية، عن ارتفاع غير مسبوق في عدد رافضي التجنيد بالجيش منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت المنظمة إنها تلقت نحو 100 طلب مساعدة من الرافضين للخدمة العسكرية، مقارنة بحوالي 10-15 طلبا سنويا على مدى العقد الماضي، ونحو 40 طلبا سنويا خلال سنوات الذروة في حرب لبنان (2006) والانتفاضتين في الأراضي الفلسطينية (1987 و2000).
تجنيد إشكالي
ووفق مولر، فإن الثقافة اليهودية تولي للخدمة العسكرية أهمية كبيرة وتضعها في مكانة «شبه مقدسة»، ويتم نبذ رافضيها اجتماعيا لا سيما في زمن الحرب.
وذكر أنه قضى 30 يوما في سجن عسكري لأنه رفض الالتحاق بالجيش الإسرائيلي، وأن السجن هو المكان الذي يتم فيه التأديب والإعداد للنظام العسكري.
وأكد الشاب الإسرائيلي أن تل أبيب فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية المزعومة بقطاع غزة، وأنها تنفذ عمليات «انتقامية» وليست عسكرية.
ومنذ الإبادة المستمرة بغزة، يردد نتنياهو أنه «يصر على تحقيق أهداف الحرب وهي القضاء على حماس، وإطلاق المحتجزين بالقطاع، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لأمن إسرائيل».
ووفق مولر، فإن «الاحتلال العسكري للضفة الغربية، والتطهير العرقي وبالإضافة إلى الجهود المبذولة للتخلص من جميع السكان الفلسطينيين يجعل خيار الانضمام للجيش الإسرائيلي إشكالية للغاية».
ولفت إلى أن «إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا في غزة، وأن أفضل طريقة لعدم المشاركة في انتهاكات حقوق الإنسان هي رفض الخدمة العسكرية».
وبشأن مواصلة إسرائيل للتطهير العرقي في غزة، قال مولر إن حكومة نتنياهو لن تقتصر على ذلك فحسب، بل تريد أن تستمر في الحرب «لأجل أهداف داخلية ولموازنة القوى السياسية».
وتتهم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بوضع عراقيل أمام صفقة توقف الإبادة، لمنع تفكك ائتلافه الحاكم وللاستمرار بمنصبه، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق يتضمن وقف الحرب.
وبرأيه: «إذا تمكنا من وقف الهجمات على لبنان فإن هناك فرصة أيضا لوقف إطلاق النار في غزة».
واستدرك: «لكن نفهم من تصريحات حكومة نتنياهو أنها لا تنوي التوصل إلى وقف إطلاق النار لا في غزة ولا في لبنان».
وفي ختام حديثه، قدم مولر الاعتذار نيابة عن إسرائيل ومواطنيها، معربا عن أسفه لاستمرار آلة الحرب، ومشيدا بنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة المروعة في غزة.
وأضاف: «آمل أن نتمكن يوما ما من العيش معا. وأن يتمسك بالأمل كل من يقرأ أو يسمع مقابلتي هذه. وليفكر كل شخص فيما سيختاره: الحرب أو السلام».