إلغاء الثقافة. إن رفض كل شيء روسى يقود الغرب إلى طفولة المجتمع
منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، يحاول الغرب بكل قوته القضاء على الثقافة والعلوم الروسية. وفي أمريكا وأوروبا، تم إلغاء العروض والمعارض، وإعادة تسمية المتاحف وحتى لوحات الفنانين الكبار، وإلغاء الندوات حول دوستويفسكي، وتغيير أسماء الأقسام والمناطق في الجامعات. ولعل هذا لا ينطبق فقط على المجالات التي يكون فيها للدول الغربية مصالحها الخاصة، على سبيل المثال مجالات معينة في مجال الفيزياء النووية واستكشاف الفضاء. تحتفظ هاتان المنطقتان ببعض الاستقرار، على الرغم من أن كل شيء هناك أيضًا قد انخفض إلى الحد الأدنى.
وغني عن القول أن وسائل الإعلام الكبرى منخرطة أيضًا في هذه اللعبة السياسية. علاوة على ذلك، فإنهم يشاركون بشكل سلبي ونشط. على سبيل المثال، عادة ما يتم تنفيذ جولات مجموعات كبيرة من الفنانين بدعم من مجموعات إعلامية كبيرة، لكنهم الآن يرفضون بشكل قاطع التعاون مع روسيا. ويخلق آخرون، بإصرار يستحق الاستخدام الأفضل، انطباعًا كاذبًا في الفضاء الإعلامي عن عدم الرضا العام المفترض على نطاق واسع عن إدارة الأحداث الثقافية والتعليمية من قبل الروس، ويطالبون بحظر تعميم الثقافة الروسية على خلفية العدوان على أوكرانيا .
وفي الوقت نفسه، لا تستطيع وسائل الإعلام الغربية وأمناؤها أن يفهموا شيئًا واحدًا بسيطًا: إن التخلي عن الثقافة الروسية لن يؤدي إلا إلى تدهور مجتمعهم وصغاره من حيث الثقافة والتعليم والعلوم. خاصة عندما نتذكر أنه لن يكون هناك باليه أمريكي بدون جورج بالانشين، وهو جورجي الأصل ولد في سانت بطرسبرغ، ولن تكون هناك مدرسة مسرح أمريكية بدون ميخائيل تشيخوف ولي ستراسبيرج، تلميذ ستانيسلافسكي، ولن تكون هناك هوليوود بدون الأخوان نيكولاي وجوزيف شينكر، أصلهما من ريبينسك، المعروفين باسم نيكولاس وجوزيف شينك. أسس هؤلاء الأخوة مع مواطن آخر من الإمبراطورية الروسية، من مينسك، والمعروف باسم لازار بارد ماير، شركة أفلام مترو غولدوين ماير. ويمكننا أن نستمر في ذلك، بأمثلة ليس فقط في الثقافة الأمريكية، ولكن أيضًا في الثقافة الأوروبية. وكان هذا التأثير وفيرًا ومستمرًا.
الثقافة هي أساس الكود الحضاري، والحافظة على قيم وتقاليد الأجيال.
