لنفكر بكل إيجابية بقلم :عاطف محمد
أكد خبراء علم النفس حقيقة لا مجال فيها للشك، ومفدى تلك الحقيقة أن ما نتبناها من اعتقادات يتحول بمرور الوقت الى أفكار، ومن ثم تتحول الأفكار إلى سلوكيات وهذا يعنى أن هناك خطورة فيما نعتقد، لذا علينا الإنتباه والإنتباه جيدًا فيما نفكر ويحب أن نتخلص وبسرعة من كل تفكير سلبي ونتجه سريعًا لكل تفكير إيجابي، هذا إن أردنا أن نحيا حياة تملأها السعادة و يحفها التفاؤل
لذا يجب أن يكون التفكير الإيجابي هو منهج حياتنا الذي نسير عليه وفيه ولا نغير الطريق مهما كانت العقبات أو المعوقات .
إيجابية التفكير
من أهم جوانب حياة الإنسان قدرتنا على التفكير والتخطيط ، ولكن أى تفكير نقصد ؟؟؟
نقصد هنا التفكير الايجابي المغلف بالطموح .
فالتفكير الإيجابي والطموح ضروريان لإنجاز المهام بنجاح في خضم الحياة الواسع ، بينما قد يرى بعض الناس أن هذه المصطلحات لها معاني معاكسة ، فمن المهم ملاحظة أن كلا المصطلحين لهما أساس متين في علم النفس عند تطبيقه ، يمكن أن يساعدنا هذا التنوير في صقل مواهبنا الحالية وإيجاد اتجاه في الحياة.
مصطلح
عند الإشارة إلى مصطلح "التفكير الإيجابي" ، يفكر كثير من الناس في كتاب "ديل كارنيجي"......( كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس).
دعا "كارنيجي" إلى أن يركز الناس على الجوانب الإيجابية للمواقف بدلاً من انتقاد الإخفاقات الشخصيةلهم ، وهذا سوف يؤدي إلى المزيد من النجاحات .
وأما عن الكتاب فأن البعض يعتبر هذا الكتاب أمريكيًا كلاسيكيًا ، حيث بيع منه أكثر من 10 ملايين نسخة حول العالم.
دور مهم
للتفكير الإيجابي هام فهو في الأساس يمكن أن يساعدك على رؤية الخير في كل شيء ؛ وهذا يجعلك أكثر عرضة لتحقيق أهدافك لأنه من المرجح أن ترى الفرص عند النظر إليها من ارتفاع، كما يجعلك تقتنص تلك الفرص وتفيد بها نفسك وغيرك وتنقل مجتمعك إلى آفاق أفضل ، فايجابية التفكير تغير الكثير .
وقال الدكتور إبراهيم الفقي فى هذا الصدد
(إذا أردت أن تنجح يجب أن تغير الطريقة التي تنظر بها إلى العالم):
مما يعنى أن ننظر للجانب المشرق من كل حدث بمر بنا حتى نحقق النجاح الذى بالطبع سوف يكون طريقنا لما نتمناه .
ولكن ماهو مقياس النجاح الحقيقى ؟؟؟
المقياس الحقيقي للنجاح
هو عدة المحاولات التى يقوم بها الإنسان لاستعادة التوازن بعد فشل ذريع ، فمن وضع فى تفكيره أن الفشل إن حدث فهو البداية الحقيقية لطريق النجاح لا محالة ،فمن ينهض بعد فشل يحصد النجاح
الطموح
مفهوم آخر يمكن أن يساعدنا في قدرتنا على التفكير بشكل إيجابي هو كلمة الطموح.
تأتي كلمة "طموح" من الكلمة اللاتينية "ambi-" والتي تعني كلاً من "و" الصراع.
بعبارة أخرى ، الشخص الطموح هو الشخص الذي يتمزق بين الرغبات أو الدوافع المتعارضة، ويمكن أن يؤدي الصراع المتأصل في كون المرء طموحًا إلى رؤية أكثر وضوحًا وإحساسًا بالهدف عند السعي لتحقيق هدف ما وعند تطبيق هذا الهدف ، يمكن أن يساعدنا ذلك في صقل أهدافنا مستقبلًا ، فالطموح هو السعى الدائم لتحقيق أهداف أكبر مما يتخيله البعض عنا ،ولكن قد ننزلق إلى الطموح السلبي والذى قد يدفعنا لارتكاب أفعال وأعمال تخالف أو تعارض الشرع والقانون من أجل تحقيق الهدف لذا يجب علينا أن نتسلح بأمانة وشرف السعى .
المواهب الحالية والعثور على اتجاه في الحياة، من الأشياء التي نقوم بها لما لها من تأثير على حياتنا ، ولكن في كثير من الأحيان نتحكم في ما يحدث لنا وليس العكس.
قد يظن البعض أنه من السهل أن نضع خططًا للآخرين ومن الصعب أن نضع خططا لنا من منطلق أنك تفكر أفضل لغيرك ؛ يمكن أن يكون هذا صحيحًا بشكل خاص عندما نكون صغارًا
و لأننا ليس لدينا سيطرة كبيرة على حياتنا لوجود عوامل و مؤثرات قد تغير بعض الاشياء، وهنا يظهر دور التفكير الايجابي فى حسم بعض الأمور لنصل إلى الأفضل فى مجال حياتنا وليس حياة الآخرين فقط ، ولهذا من المهم أن يفهم الشباب أنهم هم من يصنعون مصيرهم بتفكيرهم من خلال العيش بأسلوب حياة صحي و السيطرة على قراراتهم واتخاذها فى الوقت المناسب ، كما يمكنهم ضمان النجاح بدلاً من انتظار الصدفة ، مما يؤكد أننا على المسار الصحيح
و مع خططنا للنجاح ، يجب علينا استخدام القوى العقلية مثل التفاؤل والطموح وهذا بالطبع يساعدنا في استخدام هذه القوى في رؤية فرص التنمية في حياتنا و وفقًا لذلك، بالإضافة إلى أننا يمكن استخدام القوى العقلية مثل اليقظة التي بها ندرك أفكارنا الحالية كما يمكنها أن تساعدنا على الاستمرار في التركيز على تحقيق أهدافنا، بالإضافة إلى ذلك ، فإن استخدام القوى العقلية مثل قوة الإرادة والتى تعني التصميم على العمل رغم العقبات والمعوقات والاخفاقات مما سيساعدنا على تحقيق أحلامنا.
فعليك أن تفكر بإيجابية قوامها الطموح ونسيجها الإرادة ؛حتى تصل إلى جميع أهدافك .
فكل النجاحات التى حققها البشر كان سببها الأول الإيجابية فى التفكير بقوة العزيمة والإيمان المخلص.
اقتراح
وبما أننا نتحدث عن التفكير الإيجابي إليك عزيزي القارئ هذا الاقتراح ...
اقترح عليك أن تسرع بعد قراءة هذا المقال وتحضر قلمًا جيد الخط وورقة بيضاء جديدة...
ودون فيها
أهم مميزاتك
أفضل قدراتك
أحسن صفاتك
أجمل اقتراحاتك
أسمى افكارك
ثم احتفظ بهذه الورقة السحرية وقم باستخدامها فى أى لحظة تشعر فيها بالانكسار أو فقد الثقة فى ذاتك ، فمن المنطقي والطبيعى أننا بلا استثناء لدينا نقاط قوة وضعف ، والناجح فقط من يستثمر نقاط قوته ويعمل على تطويرها ليستخدمها فى الوقت المناسب ليمر من أزمته وضعفه .
ملخص الحكماء
يقول الحكماء والعارفون بأسس الحياة أن حياة الإنسان رواية له مشاهد وفصول عديدة ،فإن تعثرت فى فصل سئ الأحداث ردئ المواقف قبيح الأفعال والاقوال ،فلا تتوقف عنده كثيرًا ولا تعيد قراءته مرات عديدة وتندب حظك وتعلن ضعفك وانكسارك ، فهذه ليس نهاية الرواية تجاوز هذا الفصل وافتح صفحة بيضاء جديدة واكتب بمداد من العزيمة والتفاؤل فصلك الجديد كما تحب وكما تريد ، فكل ما مضى لن يعود ولا يمكن بالطبع إصلاحه لهذا علينا أن نحسن استغلال الحاضر لنضمن مستقبلًا أروع بمراحل كثيرة عن ماضينا، باستخدام التفكير الايجابي لنسعد ونهنأ.