حوار مع شجرة
عند اطراف المدينة اقترب من مسامعى صوت آلة تقطيع الاشجار وعندما دنوت من ذلك الصوت تبين لى ان هناك بعض الرجال الاشداء يقطعون الشجر بقوة ونشاط أثار إعجاب المارة. استوقفتنى على قارعة الطريق شجرة وقالت وهى تذرف الدمع ياسيدى قولى بربك ماذا حدث وماذا ارتكبنا حتى نلقى هذا المصير . ألم يقل النبى محمد : اذا قامت الساعة وبيد احدكم فسيلة فليغرسها . الم تكن من وصايا حضرته للجيش بألا يقطعوا نخلا او شجرا او يهدموا بيتا ... فقلت لها : سيدتى الشجرة انا لاأعلم ماذا حدث وماذا ارتكبتم حتى يكون مصيركم الذبح ولكن هناك ادارة تسمى بالبيئه هى التى لديها آليات ايقاف مذابح الاشجار ولاشك ان تعظيم موارد الدولة هو الذى اوعز للمسؤولين على التضحية بكم بإستخدام آلة ليس لديها شفقة أو رحمة . فقالت الشجرة : سيدى .. هناك قاعدة فقهية تقول : بأن درء المفاسد مقدم على جلب المنفعة ولاشك ان الخلاص منا مفسدة فنحن من يستظل بنا السائر والراكب والحيوان والطائر ناهيك عن الهوية البصرية التى يرددونها ويجتمعون من أجلها .. سيدى ... ماقيمة المنفعة المتمثلة فى المال فى مدينة خالية من الخضرة . فقلت لها: سيدتى الشجرة اغفرى لى فأنا مواطن لاأمتلك من امرى شيء إن كل طموحى فى الحياة ان احظى بطعام لأولادى غير عابىء بجودته ولكن كل الذى يعنينى ان أسد رمق هؤلاء الصغار . سيدتى الشجرة .. يوما ما ستعودين بفروعك المخضرة معلنة عودة العصافير مرددة أعذب الالحان .