18:10 | 23 يوليو 2019

البلدان الغنية تتسابق على أولوية الوصول إلى أى لقاح لعلاج فيروس كورونا

2:35am 05/05/20
لقاح لعلاج فيروس كورونا
حاتم الوردانى
 
 
يتفق العالم أجمع على حاجتنا إلى وجود لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، ولكن بمجرد ظهور هذا اللقاح فإن العالم سيبدأ فى الصراع عليه، وذلك لأن الطلب الدولى عليه سيتجاوز الحجم المعروض منه فى البداية، ولكن كيف نستطيع تجنب تكرار الصراع العالمى على معدات الحماية الشخصية والاختبارات التشخيصية؟.
 
ستتنافس البلدان الغنية على أولوية الوصول إلى أى لقاح يشق طريقه أولاً إلى السوق، وحينها سيتعين على البلدان الفقيرة، التى ستكون فى ذيل قائمة الانتظار، أن تنتظر حتى يحصل اللقاح على موافقة منظمة الصحة العالمية ثم يتم توزيعه من قبل منظمات الإغاثة، وهناك أكثر من ٢٥ مليون لاجئ فى العالم، ٨٠٪ منهم تستضيفهم الدول النامية، ومن غير المرجح أن يتم ضم هؤلاء فى طلب أى حكومة للقاح.. وفى المقابل، يمكن أن تصبح هذه الدول بؤرًا لعودة الوباء من جديد.
 
صحيح أن اللقاحات قد أنقذت ملايين الأرواح، كما أن عملية التطعيم هى إحدى الأدوات الأساسية للصحة العامة، ولكن هل نحن اليوم نبالغ فى توقعاتنا بشأن اللقاح؟ وهل استثمرنا الكثير من آمالنا ومواردنا فيه على حساب تدابير الصحة العامة الأخرى؟.
 
 لقد تعزز إيماننا بقوة اللقاحات فى السبعينيات، حيث أراد مسؤولو الصحة العامة فى العالم، فى ذلك الوقت، تعزيز الالتزام الدولى بمكافحة الأمراض وتحسين الصحة حول العالم، وفى مؤتمر طموح ومؤثر فى ألماتى، كازاخستان، فى عام ١٩٧٨، أصدر قادة الصحة من جميع أنحاء العالم إعلانًا باسم (ألما آتا) ينص على أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية هى أمر حيوى للصحة، وأنه يجب دمج الرعاية الصحية مع أهداف أخرى مثل مياه الشرب النظيفة والعمل فى ظروف آمنة.
 
وكان من المخطط أن يسير مؤتمر ألماتى بحذر وسط تنافسات الحرب الباردة حينها، ولكن جادل منتقدو الإعلان، الذين كان الكثير منهم من الولايات المتحدة، بأن أهداف المؤتمر غير واقعية ولا يمكن تحملها، وقالوا إنه بدلاً من ذلك، يجب أن يكون التركيز على معالجة أمراض محددة توجد لها تقنيات فعَّالة للوقاية أو السيطرة، مثل اللقاحات، وبالفعل بات هذا الرأى هو السائد.
 
ولا شك أن اللقاح الآمن والفعَّال يلعب دورًا حيويًا فى منع ظهور وباء فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، ولكن كما يوضح إعلان ألما آتا، فإن اللقاحات والسياسات الدولية تعد مرتبطة دائمًا ببعضها البعض، وهذه المرّة لن تكون مختلفة، ففى مواجهة جائحة أهلكت الاقتصادات وعرقلت الحياة وهزت السياسة فى جميع أنحاء العالم، من المحتمل أن تكون المعركة السياسية على اللقاح أكثر شراسة من أى وقت مضى.
 
 ومن المستحيل معرفة من سيفوز بهذا السباق، فهناك الكثير من العوامل التى يجب وضعها فى الاعتبار، حيث إن الأمر لا يتعلق فقط بإنقاذ الأرواح، بل إنه يتعلق أيضًا بالقوة والربح والاعتبارات الوطنية. وصحيح أن تطوير لقاح جديد أمر يكلف مئات الملايين من الدولارات، ولكن عادةً ما تتكتم شركات الأدوية على مسألة الكشف عن الأرباح، وذلك على الرغم من أنه وفقًا لأحد التقديرات، فإن إنتاج لقاحات فيروس الورم الحليمى البشرى سرعان ما حقق عائدًا يزيد على ٥ أضعاف ما تم إنفاقه لإنتاجه.
 
 ومن المؤكد أن سوق اللقاحات المتنامية بسرعة قد أصبحت هى المصدر الرئيسى لنمو صناعة الأدوية. ونظرًا لأن العديد من اللقاحات التى يتم تطويرها الآن تتم من خلال التعاون الحكومى، فمن الصعب معرفة ما إذا كان أى بلد سيكون قادرًا على استخدام اللقاح لأغراض سياسية كما فعلت الصين مع إنتاج أجهزة التنفس الصناعى أم لا. وأيًا كان اللقاح الذى سيصل إلى السوق أولًا، فإن حجم المعروض منه سيكون أقل من الطلب العالمى لعدة شهور.. وبالنظر إلى حجم الصراع على معدات الحماية الشخصية والاختبارات التشخيصية فى الأسابيع الأخيرة، فإنه يمكن تخيل شكل الصراع على اللقاح.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn