18:10 | 23 يوليو 2019

التاجر الصدوق وحرمة الاحتكار

10:46am 23/04/24
صورة أرشيفية
الشيخ محمد عبدالله الحريري

الإسلام دين العمل والجد في الكسب الحلال وعمارة الأرض ، قال تعالى : ( هو أنشأكم من الأض واستعمركم فيها ) أي طلب منكم عمارتها.

ـ التجارة الحلال من أفضل وأحسن أنواع الكسب والعمل ، فقد سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم : أي الكسب أطيب ؟ قال : عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور.

ـ البيع والشراء من الأحكام التكليفية يعني سيُسأل الإنسان عنها، فليست التجارة خذ وهات فقط ، ومن أراد التجارة فليتعلم أحكامها أولًا قبل البدء فيها حتى لا يقع في الحرام. قال سيدنا عمررضي الله عنه : لا يبيع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين.

ـ كان التجار يتعلمون أحكام البيع والشراء قبل السفر للتجارة حتى لا يقعوا في الحرام ومن جهل منهم أحكام البيع والشراء أخذ معه شيخا يراقبه في تجارته ليصحح له بيعه وشراءه. 

ـ من علامات التاجر الصدوق : الصدق والبيان في بيعه وشرائه وهذا يؤدي إلى البركة في البيع والشراء ، قال صلى الله عليه وسلم : البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما.
فمن أراد البركة في تجارته فليتق الله فيها ومن ظن أن المسألة ربح وفقط فقد خسر خسرانًا عظيما.

ـ من علامات التاجر الصدوق: المصارحة والأمانة وعدم الغش: قال صلى الله عليه وسلم : من باع عيبا لم يبيّنه لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه . أي إذا باع الإنسان سلعة فيها عيب وجب عليه أن يوضح هذا العيب للمشتري قبل شرائه حتى لا يخدعه فيقع تحت مقت الله ولعن الملائكة.

ـ وقال صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم ، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له.

ـ التجارة الصحيحة المنضبطة باب كبير من أبواب الجنة ، فمن تحلى بالصدق والأمانة في تجارته كان في أعلى المراتب والمنازل ، قال صلى الله عليه وسلم م : التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء.

ـ المنجيات سهلة وكثيرة لكن قَلّ المستمسكون منها ، ومن المنجيات التي تنزل الرحمات من الله على خلقه : السماحة في البيع والشراء ، قال صلى الله عليه وسلم : رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، وإذا اشترى وإذا اقتضى.
فأي عظمة وجمال لهذا الدين الذي يُرحم فيه الإنسان لمجرد سماحته في بيعه وشرائه بغض النظر عن ربحه من عدمه.

ـ على رجال الأعمال المشتغلين بالتجارة وغيرهم أن يراقبوا الله في عملهم وأن لا يستغلوا الناس خاصة في هذه الأيام التي انتشر فيها الغلاء وأن يبتعدوا عن الاحتكار وكل ما يشق على الناس، وليضع كل واحد منهم نصب عينيه قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق.

ـ عار وخزي كبير يلحق بالتجار الذين يغشون الناس في قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غشنا فليس منا.

ـ أصبحنا في زمن لا يتحرى كثير من الناس الحلال فيه ويستسهلون الأمر وكل همهم وشغلهم الشاغل هو الحصول على المال بغض النظرعن حله أو حرمته ولا حول ولا قوة إلا بالله ، قال صلى الله عليه وسلم : يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام.

ـ انتشر الإسلام في كثير من البلاد في الماضي بسبب التجار المسلمين الذين كانوا ينشرون أخلاق الإسلام في بيعهم وشرائهم فرأى الناس من حالهم وصدقهم وأمانتهم ما جعلهم يقتنعون بهذا الدين العظيم.

ـ قيل للإمام الكبير محمد بن الحسن الشيباني ، تلميذ الإمام أبي حنيفة: يا إمام ألِّف لنا كتابا في الزهد ، فقال : ألفت لكم كتاب البيوع . ومعنى كلامه : أن من أراد الزهد فليتعلم أحكام البيوع حتى لا يقع في الحرام خاصة وأن النفس تميل للمال وتهواه.

ـ للأسف الشديد بعض الناس يفصل بين عباداته ومعاملاته ، فتراه محافظا على صلاته وصيامه ، لكنك إذا عاملته في بيع وشراء وجدت إنسانا آخر بعيدا كل البعد عن اخلاق الإسلام وتعاليمه، ومثل هذا على خطر عظيم ، فمن ثمرات العبادة الصحيحة : المعاملة الصحيحة.

ـ على التاجر أن يعلم أن رزقه مضمون فلا يستعجلن في أخذه من حرام ، ومن اتقى الله في تجارته عوضه الله بالخير في دنياه وأخراه.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn