الباحثة الأثرية"مروه التوني " : للحضارة المصرية القديمة صناع
ثارت تساؤلات عديدة عن صناع الحضارة المصرية القديمة وكثرت الاقوال حول بناة الاهرام ومن يكونون وكيف قاموا بذلك البناء الضخم وهل كان هناك تقدم فى عهد الفراعنة ام ان امما سبقت هى التى قامت برفع تلك الابنية العملاقة ،
ذكرت الباحثة الأثرية "مروه التوني"
ان الحضارة المصرية متقدمة فى شتى العلوم والفنون ،وقد تسائل الكثيرين حول كيفية بناء الاهرامات، وعدد العمال، الذين قاموا بالبناء وان كان من قام ببناء الاهرامات، هم فعلا المصريبن ،وهل كانوا من العمال والحرفيين ام من العبيد ، وهل يعكس بناء الاهرام عن كساد اقتصادى وبطالة ،ام رخاء وفن وهندسة معمارية عظيمة ،وما القوة الخارقة التى نقلت تلك الاحجار هل هم بشر ام فضائيون ، وهل الاهرام فعلا عبارة عن مقابر ام انها محطات توليد طاقة ، لم يستطيع احد ان يجيب اجابات قاطعة وذكرت العديد من الاراء،
وضحت "مروه التوني" ان الافتراضات قديما وحديثا ولم يتمكن من الاجابة القاطعة الا اصحابها من خلال البرديات التى تركها قدماء المصريون والتى عثر عليها فى منطقة ميناء وادى الجرف ، فقد كانت تعرض تفاصيل الحياة اليومية للعمال الذين قاموا بنقل كتل الحجر الجيرى من محاجر طرة وصولا إلى هرم خوفو وان العمال والحرفيين هم من قاموا ببناء هرم خوفو مما يؤكد الثراء الاقتصادى للبلاد خلال هذا العصر كما انها دونت اسماء اولئك العمال الذين شاركوا في هذا البناء الضخم ،
وقد ذكر العلماء ان العمال كانوا يعملون فى ورديتين خلال اليوم لكى يتمكنوا من اتمام البناء فى المدة المحددة له، وتشهد منطقة العمال بجوار الاهرامات والتى احتوت على اثار الحياة الكاملة بالمنطقة ومخازن الاطعمة الخاصة بهم على ان العمال المصريون المهرة هم الذين قاموا ببناء الاهرام ، ودلتنا منطقة وادى الجرف التى احتوت على العديد من الاثار كالجرار ومئات البرديات والمنسوجات والاخشاب وبقايا القوارب التى استخدمت فى التجارة والتعدين والقوارب التى قامت بنقل الاحجار من طرة الى الجيزة وذلك لاكمال بناء الهرم الاكبر ، وتؤرخ تلك البردية إلى العام السادس والعشرين من عهد الملك خوفو وهى عبارة عن مذكرات المفتش (ميرر) وتصف حوالى خمسة اشهر من العمل في نقل الاحجار الجيرية بالقوارب ويعتقد أن تلك الاحجار كانت للكسوة الخارجية للهرم نظرا لتاريخها وذكر بها انه يتم الابحار مرتين او ثلاثة كل عشرة أيام ، يتم خلالها شحن 30 قطعة اى قرابة 200 قطعة في الشهر ، وكان يعمل تحت امرته أربعين ملاحًا تقريبا ، كما ذكر فيها عملية نقل الطعام ووجود النخبة في طرة ، وان المفتش مرر يقضى اليوم الثاني مع قواته في سحب الأحجار في طرة الشمالية وقضاء الليل في طرة الشمالية.
وقد عثر عليها عام ٢٠١٣ فى وادى الجرف على ساحل البحر الاحمر معروضة بالمتحف المصرى .