فريد عبد الوارث يكتب: خدعة "الممر الإنساني و التهجير الطوعي
يحاول عجوز البيت الأبيض" بايدن " التخفيف من حدة النقد العالمي و الإنساني لمساندته اللا محدودة للمجزرة الإسرائيلية الدائرة في غزة منذ شهور، مرة عبر محاولة فرملة الخطط الصهيونية أو تأجيلها، و تارة عبر محاولة إقناع العالم بوجود خلاف مع حكومة الكيان، و أخيراً عبر خدعة إنشاء ممر أو ميناء بحري على شاطئ غزة لإدخال المساعدات للقطاع.
و يسوق راعي البقر قاتل الأطفال لهذا الممر إنسانياً عله يجمل وجه إدارته القبيح أو يغسل يداه من دماء الأطفال الأبرياء، غير أن الحقيقة تخالف ذلك تماماً، فما جاء خير من وراء أمريكا للعرب أبداً، فجوهر إنشاء هذا الممر هو تحريض الشعب الفلسطيني على الهجرة الطوعية إلى خارج فلسطين!
كلن مجلس الوزراء الفلسطيني قد رفض فكرة الممر المائي بين إسرائيل و قبرص وذكر مجلس الوزراء، أن هذا الممر ينطوي على مخاطر تفرضها المخططات الإسرائيلية، بما يتعلق بتسيير هذا الممر بين قبرص و غزة، و الذي ترمي من ورائه إسرائيل لتهجير أبناء شعبنا من القطاع مطالباً بإدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية، و ليس عبر ممرات يُصفها بأنها تحمل "يافطة إنسانية"، بهدف تجنب تمرير مخططات تختبئ وراء تلك العبارة، والتي قد تكون متسقة مع أهداف مزعومة تتعلق بحرب الإبادة.
من هنا يتعين علي الدول العربية _ إن وجدت _ إحباط محاولات نتنياهو لتسويق فكرة الهجرة الطوعية و الضغط على بعض الدول لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين حيث يخطط نتيناهو، لما يسمى بالهجرة الطوعية إلى دول أخرى، ضمن مخطط تهجير سكان غزة ويعمل" النتن "مع عدة دول من إفريقيا و من أمريكا الجنوبية، لاستقبال الفلسطينيين بمقابل مادي أو مقابل آخر، بحسب تصريح داني دانون عضو الكنيست الإسرائيلي.
و لن نذيع سراً إن قلنا أن دولة الكونغو قد أصبحت مستعدة لاستقبال آلاف المهاجرين الفلسطينيين بعد مفاوضات الصهاينة معهم و هناك دولاً أخرى في الطريق للموافقة!!
فمتى سيخرج العرب من دائرة المفعول بهم إلى دائرة الفاعل؟ ليس هناك إجابة في الواقع و لا في السراب!!
