فريد عبد الوارث يكتب: و إذَا المَوُؤدةُ سُئلتّ بأيِ ذنبٍٍ بأرضِ " غَزة " دُفنت؟
يبدوا أننا قد تعودنا مشاهد القتل و الدمار التي تفعلها إسرائيل في أهلنا بغزة! و ليس هناك أخطر من التعود على قضية فلسطين، و هذا ما تعمل عليه الصهيونية العالمية و قد نجحت فيه بشكل كبير، و كيف لا و نحن نأكل و نشرب و نحتفل بشهر رمضان الكريم و ننام قريري العيون في الوقت الذي يموت فيه الأطفال و النساء خوفاً و جوعاً و حرقاً بينما يتسائل كل طفل و طفلة تحت الأنقاض بأي ذنبٍ قُتلنا !؟
نعود لقراءة ما بين السطور في المسرحية الأمريكية الإسرائيلية التي تم تسويقها للرأي العام العالمي....
و أخطرها خدعة المساعدات لغزة من البحر بالإضافة لما يتداول حول الخلاف بين عجوز البيت الأبيض " بايدن " ونتن الصهيونية " نتنياهو "، فالحقيقة خلاف ذلك تماماً حيث قامت واشنطن بزيادة شحنات الأسلحة الموردة للكيان بما يقارب ال(٣٠٠ شحنة جوية و بحرية)،و ما يقال عن رفض غزو رفح هو خداع يصدقه المخدوعين!
و كل الدوائر العالمية تؤكد أنه هناك إتفاق بين بايدن و نتنياهو على إجتياح رفح بعد عيد الفطر و لذلك إتفقا على مسار بحري يخفف من حدة الغضب الدولي نتيجة أعداد الضحايا المتوقع، فلا تصدقوا شياطين العالم.
الخطة الأمريكية- الإسرائيلية تهدف في جوهرها لتجريد المنطقة من أي عناصر قوة سواء عسكرية أو صناعية و إستئصال العلم و العلماء من خلال تصفية أي عناصر لديها خبرة في هذا المجال تماماً كما حدث في العراق و سوريا و الدور الآن على أهل فلسطين و لذلك فإن الخطة تقتضي بمواصلة الحرب و إبادة ماتبقي من غزة بشبابها و خبراتها، و تدمير جامعاتها و مدارسها، و قتل أطبائها و سحق مستشفياتها حتى النهاية.
يُصر نتانياهو على الاجتياح ويُعد الورقة الأخيرة في يده للضغط على
حماس لتليين موقفها الحالي من صفقة التبادل و لاحقاً لإطالة أمد الحرب و التهرب من الإنتخابات التي أصبحت أقرب من أي وقت مضى تزامناً مع زيادة الإنقسام الداخلي الإسرائيلي و محاولة منع المجتمع الصهيوني من الانهيار المعنوي في أي لحظة ، والشعور بالضياع مما قد يتسبب في هجرة عكسية مرتقبة للآلاف من الإسرائيليين و اليهود إلى خارج الكيان.
نتنياهو يقتل الأبرياء و بايدن شريك في جريمة الحرب الدائرة في فلسطين فلا تصدقوا قلق بايدن و إدارته، لو أرادوا وقف الإبادة في غزة لفعلوها في دقائق عبر وسائل مباشرة عسكرية، و سياسية، و أمنية، و قانونية و..و..
و يبقى السؤال الأهم ... متى يستيقظ العرب من كهفهم؟ بلا إجابة.