برأها الله من فوق سبع سموات..أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.. قراءة في سيرة الصديقة بنت الصديق
قبل زواج النبى بها رأى فى منامه أن جبريل جاءه وهو يحمل صورتها إليه ويقول:"هذه زوجتك فى الدنيا والآخرة"، وكانت هى البكر الوحيدة التى تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهو شرف استأثرت به على سائر نسائه وظلت تفاخر به طيلة حياتها.. إنها الصديقة بنت الصديق، السيدة عائشة بنت أبى بكر بن قحافة الصديقة بنت الصديق رضى الله عنهما،ولدت فى الإسلام بعد البعثة النبوية، وكان لعائشة ـ رضى الله عنها ـ منزلة خاصة فى قلب النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تكن لسواها، فكان يقول فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وكان الناس يتحرون اليوم الذى يكون رسول الله عندها ليقدموا له هداياهم لما يعرفونه من حب رسول الله لها، فلم يكن يخفى حبها عن أحد، وبلغ من حبه لها أنه كان يداعبها ويمازحها ويحرص أن يشرب من المكان الذى تشرب منه، ويأكل من المكان الذى تأكل منه، وعندما سُئل أى الناس أحب اليك يا رسول الله قال:عائشة.وعلى الرغم من صغر سنها، الا أنها كانت ذكية سريعة التعلم، استوعبت الكثير من علوم النبى فكانت أعلم نساء زمانها أفقههن فقد كانت عالمة بالفقه والتفسير والشعر وأحاديث العرب وأخبارهم، فكانت كالمنار الذى يهدى الضال والحائر، والمرجع الذى يطمئن إليه الفقيه لشرح الآيات واستنباط الاحكام.
يقول الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى ـ رضي الله عنه ـ ما أُشكل علينا أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثًا قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما، كما كانت ـ رضى الله عنها ـ السبب فى نزول بعض آيات القرآن مثل آية التيمم، كما جاءت براءتها من حادثة الإفك بقرآن يتلى الى يوم الدين.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله يومًا يا عائش هذا جبريل يُقرئك السلام فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، فهى الوحيدة من زوجات النبى التى تنزل عليه الوحى وهى معه.
عاشت عائشة صوامة قوامة تُكثر من أفعال البر ووجوه الخير فقلما كان يبقى عندها شىء من المال لكثرة بذلها وعطائها حتى أنها تصدقت ذات مرة بمائة ألف درهم لم تبق منها شيئا.
عندما مرض رسول الله استئذن زوجاته أن يمكث مع عائشة فأذن له وتوفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى السنة الحادية عشرة من الهجرة فى حجرة عائشة ودُفن فيها وكان عمرها حينئذ ثمانية عشر عامًا.
كانت أقصى أمانيها أن تًدفن بجانب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبيها أبو بكر الصديق ولكن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ استئذنها أن يدفن بجوارهما فآثرته على نفسها ووافقت، وفى الستينيات من عمرها وافتها المنية ودفنت فى البقيع.