كورونا المستجد "يربك حسابات العالم".. ويواصل ارهاق الدول
ما زال فيروس كورونا المستجد يثير حاله من القلق الشديد وإرهاق الدول من عدد الاصابات المستمره التي لم يتم السيطره عليها حتي الان، وعمل حالة كبيره من الزعر والحيرة للعلماء، خاصة أن انتشار الفيروس بهذا الحجم الضخم بين الدول، كشف إلى حد كبير حجم الارتباك الذى تواجهه الدول مما أدي الي هبوط حاد في جميع انحاء دول العالم.
ووفقا لما ذكرته شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أن وضع وباء كورونا المستجد قد حير العالم ووضع علماء العالم في موقف حرج للغايه، وكشف عن قلة الاستعدادات التي تم التحصن بها لمواجهة كارثة فيروسية كهذه، وظهر ذلك جليا من خلال المعلومات الخاطئة أو الناقصة التي ظهرت في البداية بشأن أعراض المرض وطرق انتقاله واستهان بها الكثير من الدول.
وبحسب ما جاء عبر الشبكة الإخبارية، ظهر فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، وخلال أقل من شهرين، انتقل منها إلى معظم دول العالم، ليربك الأنظمة الصحية ويضع العلماء في مأزق، مع بداية ظهور الفيروس، بدأت المعلومات تتضارب بشأن طريقة ظهوره وانتقاله للبشر، إذ ذكرت تقارير بأن مهد المرض هو سوق للحيوانات في ووهان، حيث يحتك البشر بشكل مباشر معها، فيما قالت تقارير أخرى أنه انتقل إلى البشر نتيجة أكل بعض الحيوانات والقوارض، مثل الخفافيش والفئران، كما يحدث في الصين لكن حتى الآن، لا توجد رواية رسمية مؤكدة بشأن الطريقة التي انتقل فيها كورونا من الحيوانات إلى البشر.
وأشارت الشبكة الإخباريةايضا ، إلى أنه مع مرور الوقت وتضارب المعلومات وتزايد الشائعات ، اتجه العالم إلى المنظمات الصحية الرسمية، التي تعتمد بدورها على العلماء والإحصاءات الرسمية من الدول، أملا في الحصول على معلومات موثوقة، إلا أن هذا كشف خللا في تلك المنظمات، وفى بداية انتشار كورونا، وتحديدا في العاشر من يناير، قالت منظمة الصحة العالمية إن الأدلة تشير إلى محدودية أو عدم انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان، وهي معلومة ثبت خطؤها بجدارة، مع إصابة أكثر من مليوني شخص حول العالم حتى الآن، وبعد أيام من ذلك الإعلان، ومع تسجيل 41 إصابة مؤكدة، قالت المنظمة إنه ربما كان هناك انتقال محدود من شخص لآخر"، محذرة من خطر حدوث "تفش أوسع".
أما فيما يتعلق بأعراض المرض، فقد اعتقد العلماء في البداية أنها تقتصر على الحمى والجانب التنفسي، كون خطر الفيروس يكمن في أنه يهاجم الرئتين، مما قد يؤدي لحدوث التهاب رئوي الذي يهدد بدوره بالموت لكن مع تزايد الإصابات حول العالم، بدأ المرضى يكشفون الأعراض الأخرى التي تصيبهم، ليتضح أن خطر المرض أكبر مما تصور العلماء، وقالت دراسة في مجلة "جمعية الطب الأميركية"، إن أكثر من واحد من كل 5 مرضى في مدينة ووهان، أصيبوا بأضرار في القلب نتيجة فيروس كورونا.
وكان بعض هؤلاء المصابين بالفيروس، يعانون بالفعل مشكلات في القلب، بينما واجه آخرون المشكلات القلبية بعض كورونا، بحسب موقع "لايف سينس" العلمى، واحتار العلماء، إذ يشير الأطباء إلى عدد من الفرضيات التي ربما تفسر الأمر، مثل أن معاناة القلب بدأت بسبب غياب الأكسجين الكافي لعملية ضخ الدم في الجسم، وربما يكون وراء الأضرار التي لحقت بالقلب أن فيروس كورونا غزا القلب مباشرة، أو أن الجسم في معركة التصدي للفيروس حرّك الخلايا المناعية التي هاجمت القلب.
أما فيما يتعلق بالعلاج، فقد كشف هذا الجانب أيضا القصور الذي تعاني منه المؤسسات العلمية والبحثية حول العالم، التي تحاول جاهدة للتوصل إلى لقاح ينهي معاناة العالم، واعتقد العلماء – بحسب شبكة سكاى نيوز الإخبارية - أن استخدام أدوية خاصة بمشكلات صحية أخرى، قد يشفي المرضى من كورونا، مثل أدوية علاج الإيدز والملاريا، إلا أنها لم تحقق نجاحا مع جميع المرضى.
ويعد التوصل إلى لقاح لكورونا، أكبر تحديات المجتمع العلمي العالمي، الذي أطلق مجموعة من التجارب وصل بعضها إلى المرحلة السريرية، أملا في القضاء على كورونا لكن حتى الان لم يتم التوصل إلى لقاح لمواجهه الفيروس والسيطره عليه.
وأوضح علماء أن هذا الأمر لن يحدث قبل حوالي عام أو عام ونصف من الان، كون الخطوات معقدة وستحتاج إلى العديد من التجارب الناجحة قبل أن تحصل على موافقة الهيئات الخاصة والحكومات، لاستخدامها على نطاق واسع على البشر، خوفا من وجود أعراض جانبية