18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب: عمر وليلى (جزء ثان )

1:05pm 17/02/24
عبدالحى عطوان
عبدالحى عطوان

جال عمر بعينيه على فحوى الرسالة التي جاءت عبر شاشة الموبايل من مدير أعماله عن آخر مستجدات مشروعاته، سرح بين الأرقام من موازنة وحساب ختامي ورصيد نهائي، وقف حائرًا ما بين ثروة كونها عبر سنوات الغربة وما بين وصية والده الشيخ جلال، أخذته أقدامه إلى منزل عمه المهندس عبدالعزيز، وبمجرد طرقه للباب فتحت له ليلى بلهفة وكأنها كانت تنتظره منذ أعوام كثيرة، والتي وصفها شباب القرية بالفاتنة فهي ممشوقة القوام ذات بشرة بيضاء ناعمة وشعر ذهبي مسترسل حتى كتفيها، ذات ملامح أنثوية هادئة تحمل الكثير من أنواع الإثارة بين عينيها العسليتين برغم بعض الهالات السوداء البسيطة التى ظهرت أسفل جفونها والتي تنبئ عن ليال طويلة من الأرق، ولا تضع أي أنواع من المكياج أو المساحيق على وجهها، كانت ترتدي ملابس أنيقة ووشاحًا صغيرًا فوق رأسها، دعته للدخول وهي تتأمل ملامحه وكأنها على موعد غرامي عاشت تفاصيله منذ الصغر قائلة عمك في انتظارك على الغداء كما اتفقتما بالأمس.
جلس عمر  بجوار عمه على الأريكة الموضوعة بأحد أركان الصالة المتسعة، والتي تتميز بستائرها الأنيقة وشبابيكها الخشبية المفرغة والتي تخترقها أشعة الشمس من كل جوانبها، أخذ يتحدث باسترسال عن مشروعاته وغربته وسنوات عمره التى مضت دون توقف وما بين نطق الكلمات وتعبيرات الجمل كان يراقبها من بعيد بل يتفحصها بكامل تفاصيلها، يتوجه إليها بكامل عينيه، كلما دنت منهما لتقدم أكواب العصير أو كاسات القهوة، وكأنه يرسم لها لوحة جميلة أو بورتريه لغلاف فني حتى أحس برعشة تسرى بين حنايا جسمه جعلته يتعلثم في حديثه، فاشاح بوجهه بعيدًا للجهة الأخرى حتى يخفي الارتباك الذى أصابه بينما كانت هي تهم بوضع أصناف الطعام فوق التربيزة القديمة والتي عمرها من عمر الدار، منصتة لحديثهمت متمنية أن تجلس تراقب ملامحه ولا تضيع الوقت بعيدًا عنه.
دقائق وانتهى الجميع من الطعام وجلست ليلى على الأريكة المواجهة لوالدها ثم ألقت ببعض الكلمات لمفتاح حوار تبرز من خلاله ثقافتها فهي تحمل مؤهلًا جامعيًا وفكرًا معرفيًا تختلف عن أترابها في مجالات العلوم العامة مما جعل الجميع يطلقون عليها لقب المثقفة، فهي منفتحة في قراءتها على جميع أنواع العلوم والفنون بل كانت مؤهلة لأفضل الجامعات والكليات لكنها اختارت كلية الآداب قسم اللغة العربية إيمانا بالأصول والجذور، وما إن تجاذبًا أطراف الحديث حتى بدت وكأنها طائر يحلق مع النسمات اللطيفة، ربما هي الأخرى كانت تغمرها السعادة من شدة تركيزه وانبهاره بثقافتها برغم محاولاته العديدة أن يبتعد بعينيه التي كادت تحتضن كل تفاصيلها فى أمنية أن يزيح شعرها المنثور عن وجهها، حتى يتمتع بكامل تقاسيم ملامحها فأحست ليلى بذلك الدفء الذى بدأ يسرى بينهما، فحاولت أن تخبئ الابتسامة العريضة التي جعلت عينيها تتلألآن فرحًا، 
مرت الساعات وكأنها دقائق معدودة وهو في قرارة نفسه لا يريد أن يغادر، وهي تفعل أي شيء حتى تطيل بقائه حتى لاحظ الأب ذلك الخيط الرفيع الذى بدأ يتسرب ليربط بينهما فألقى، مقتطعًا الحوار المتشابك بينهما، سؤالًا عن قراره القادم ووصية شقيقه الشيخ جلال، فهب واقفًا قبل أن يجيب ململمًا أشيائه التي أمامه ليتحرك مغادرًا بينما هي تغيرت ملامحها فقد سرى الخوف بجسدها وتمنت ألا تكون في حلم استيقظت منه على سؤال والدها وإجابته التي لم ينطق بها بعد، لكنه بادر الجميع وهو مصوب عينيه إلى عمه بعدة جمل جاءت متسارعة، سأنفذ وصية الشيخ جلال بكل حذافيرها وستكون ليلى معي في كل التفاصيل لمعت عيناها ورقصت من داخلها طربًا ووقف والدها ليبارك خطواتهما فى بناء المسجد ودار تحفيظ القرآن وجمعية كفالة الأيتام.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn