فريد عبد الوارث يكتب : " المُحتكرين أحقر الناس ".. حاكِموُهمّ
هناك قول مأثور عن سيدنا عثمان _ روي أيضاً عن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنهما، إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، و معناه يمنع بالسلطان من اقتراف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن و مناهيه ، بل يقدم على المحارم و لا يبالي!! لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان ارتدع و خاف من العقوبة، فالله يزع بالسلطان يعني: عقوباته و قوانينه، يردع بها بعض المجرمين أكثر مما يزعهم بالقرآن؛ لضعف إيمانهم و قلة خوفهم من الله.
و للأسف الشديد نحن نعيش عصر غاب فيه عن الناس و خاصة التجار الخوف من القرآن و الأحكام الدينية! و لم يتبقى سوى الضرب بيد من حديد عبر العقوبات القانونية علهم يرتدعوا و يتوقفوا عن ممارسة الاحتكار و رفع الأسعار الغير مبرر، فمثل هؤلاء تخطوا كل الحدود و باتوا خطراً على مستقبل البلاد و العباد.
و كيف لا و قد انطبق عليهم قول الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه حين سئل: من أحقر الناس؟ فأجاب: من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم..!
لا أدري سبباً منطقياً يبرر لهؤلاء المحتكرين منعهم السلع عمن يحتاجها تحقيقاً لربح زائل و خسراناً لآخرتهم و دنياهم! خاصة و أنهم قد حققوا أرباحاً خيالية خلال السنوات و الأزمات الأخيرة، لكنه الطمع الذي أعمى القلوب قبل الأبصار.
إذن لم يتبقى من حلول سوى الردع و العقاب و تطبيق القوانين بكل حزم عليهم، حفاظاً على العامة و الفقراء، و عو ما أتى بثماره سريعاً و انخفضت الأسعار بعد أن كانت تأخذ منحنى تصاعدي غريب و كارثي.
السادة المسؤولين، حاكموا كل من يعبث بقوت الشعب و صادروا كافة ما تجدونه في مخازنهم و لا تأخذكم بهم رحمه، فإنهم لم يرحموا فقيراً و لم يحترموا ديناً و باتت قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة!