فضل شهر شعبان .. وحقيقة التحذير من صيام النصف الثاني من الشهر
يبحث الكثيرون مع قدوم شهر شعبان عن حكم صيام الشهر الكريم خاصة مع ما يتداول من آراء لبعض الفقهاء التى تنهي عن صيام النصف الثاني من شعبان استعدادا لصيام شهر رمضان المبارك.هل يجوز صيام شهر شعبان
تستعرض "بوابة الأهرام" في السطور التالية الرأي الفقهي والشرعي الذي يوضح حكم صيام شهر شعبان، فالصيام له فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ".
ويوضح مركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية لـ"بوابة الأهرام"، أن الصيام هو مدرسة أخلاقية لأنه بالصيام يتحقق الإخلاص المحض فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه"ِ «فَو َالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان
يوضح مركز الأزهر للفتوي الالكترونية أن الصيام في شعبان له فضل خاص، بحسب الأزهر للفتوي الإلكترونية، فعَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ. وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ.
وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ. وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.
وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ".
وعليه فإن على المسلم أن يصوم ما يشاء قدر استطاعته من شهر شعبان تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم فى غالب أحواله كما ورد والله تعالى أعلى وأعلم.
احذر صيام النصف الثاني من شعبان
هل يجوز صيام النصف الثاني من شهر شعبان؟! سؤال يردده الكثيرون ويجيب عليه الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، في فتوي سابقة نشرت عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية قائلا : إنه يجوز للمسلم أن يصوم شعبان كله، لكن الذي لم يكن له عادة وهلّ عليه نصف شعبان فلا يصوم من النصف الثاني من شعبان لآخر الشهر، لأن هذا فيه نهي لكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر صيامه فى شعبان ولم يتم صيام شهر سوى رمضان إلا شعبان.
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أنه يجوز صوم شعبان كله برغم أنه يوجد نهى للذى لا يعتاد على صوم شعبان كله.
رأي دار الإفتاء
من جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز صيام النصف الأول من شهر شعبان بأكمله، حتى إذا انتصف الشهر فلا صوم في تلك الفترة حتى يستريح الشخص استعدادًا لرمضان.
وأضافت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، وأن الصوم بعد نصف شعبان يجوز في حالات معينة ومنها: «العادة، مثل صيام يومي الاثنين والخميس والقضاء والكفارات والنذر».
واستشهدت دار الإفتاء، بما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا»، رواه أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651)،: فإذا اعتاد أحد صيام الاثنين والخميس فليصم وإذا كان أحد يقضي ما فاته فعليه أن يقضي ولا حرج في النصف الثاني من شهر شعبان.
الاستعداد لصيام شهر رمضان
كما أشارت دار الإفتاء، الى أن شهر شعبان يعد تهيئة لرمضان فيجب استغلاله جيدًا، داعيًا الجميع إلى المواظبة على التصدق في هذا الشهر مع الصيام، كما أن شهر شعبان يغفل عنه كثير من الناس، وقد نبهنا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث وقع فيه الخير للمسلمين من تحويل القبلة ففيه عظم الله نبينا واستجاب لدعائه.
كما أوضحت أن السيدة عائشة رضي الله عنها، ورد عنها أنها كانت تقضي ما عليها من أيام رمضان، بصيامها في شهر شعبان الذي يليه، وصوم النصف الثاني من شعبان فيه خلاف بين أهل العلم على أربعة أقوال، فمن من يقول الجواز مطلقا يوم الشك وما قبله سواء صام جميع النصف أو فصل بينه بفطر يوم أو إفراد يوم الشك بالصوم أو غيره من أيام النصف.