صلة الرحم وكيف حثنا رسولنا الكريم عليها…
دعا ديننا الإسلامي إلى الإتصاف بمكارم الأخلاق ،من صدق الحديث، وحسن القول ،والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والاخلاص وغيرها من الأمور الحميدة التي تم ذكرها في العديد من الآيات القرآنية والتي من خلالها دلل الله تعالى على أهمية هذه الأعمال وجزاء فاعلها ،فقد دعا الله سبحانه وتعالى إلى الالتزام والحرص علي صلة الرحم.
فما معنى صلة رحم؟
تشير كلمة الرحم إلى الاهل والأقارب من النسب نفسه سواء كانو سيرثون من بعضهم أم لأ وتكمن صلة الرحم في المعاملة الطيبة والإحسان إلى بعضنا البعض..
وتعد صلة الرحم من الأمور التي ينبغي أن يلتزم بها كل مسلم ومسلمة، فقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولها آثار حسنة عديدة تعود على الفرد في الدنيا والآخرة فهي إلى جانب الأجر والثواب الذي يحصل عليه الفرد تعد سببا في تيسير الأمور في الحياة والدنيا والبركة في الرزق والعمر كما أنها من طرق توطيد العلاقات بين الناس وزرع الألفة والمحبة بين قلوب الناس وبعضها البعض.
-أحاديث وآيات من القرآن الكريم عن صلة الرحم…
وحثنا رسولنا الكريم على صلة الرحم في قوله صلى الله عليه وسلم( "يا ايًّها النَّاسُ افشوا السَّلام ،واطعَموا الطَّعام ،وصَلوا الارحام َ ،وصلَّوا باللَّيل ،والنَّاس نيام َّ،تدخلوا الجَّنة بسَلامٍ.")
وفي قوله صلى الله عليه وسلم( "إنَّ الصَّدقة على المسكينِ صدقَّة وعلى ذي الرحَّمِ اثنتان صَدقة وصِلةُ."
وحثنا أيضا في قوله تعالى(" وَأولو الأرحَامِ بعَضْهم أوْلي بِبعَضْ. ")
وقوله(" وَالَّذَينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهَ أَن يُوصَلَ
وَيَخَشوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِْسَابَ. ")
إن صلة الرحم في الإسلام تعني الإحسان إلى الأقارب، وإيصال ما أمكن من الخير إليهم،ودفع ما أمكن من الشر عنهم ويندرج تحت الأرحام" الوالدين ووالديهم وإن علو ،والأولاد وأولادهم وإن نزلوا ، والأخوة
وأولادهم ، والأخوات وأولادهن ، والإعمام ، والعمات ،والأخوال ،والخالات.
وتعد صلة الرحم من الأمور التي ينبغي أن يلتزم بها كل مسلم ومسلمة ومن أهميتها فقد أوصى الله تعالى في آياته الكريمة وفي سنة نبيه بشكل دائم بوجوب صلة الرحم وذكر ما يعود به على الإنسان من فضل وأشار أيضا إلى جزاء من يقطع رحمه ولا يصله فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (" الذَِّينَ يَنقُضونَ عَهْدَ اللهِ مِن بِعَدْ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بَهَ أَن يُوصَلَ وَيفْسِدُونَ فِي الأْرضِ أولِئَكِ هُمُ الْخَاسِرُونَ".)
فصلة الرحم لها فضل عظيم وأجر كبير حثنا عليها ديننا الحنيف والقرآن الكريم ومتعلقة بالعرش، النبي صلى الله عليه وسلم قال من وصلها وصلني ومن قطعها قطعني فيجب علينا جميعاً أن نصل الرحم ونعلم أبناءنا عليها كما حثنا نبينا عليه السلام علي فضلها واجرها فهي تجلب الخير والرزق والبركة وتبارك في الأعمار.
-أسباب قطيعة صلة الرحم..
إن من أهم أسباب قطيعة صلة الرحم ضعف الإيمان في قلوبنا والانشغال بالدنيا ومشاكلها وعدم قبول الأعذار وعدم الصفح عند الإساءة، ولقد ضرب لنا يوسف - عليه السلام - أروع الأمثلة بالعفو عن إخوانه الذين جافوه وعادوه؛ فقد قال الله - سبحانه وتعالى-علي لسان يوسف - عليه السلام - ( "قال َ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغْفَرُ اللهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحَمينَ".)
ويجب التنبيه على أن صلة الرحم لا تكون على سبيل المكافأة والمقابلة فلا يجوز للمسلم أن يصل رحمه فلانا لأنه يصله ثم يقطعه أذا قطعه ؛فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال :
(ليسَ الواصَلٍ بالمُكافيَ ولَكِنِ الواصِلُ إذا قُطِعَت رَحمه وصَلهِ. ")
وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم وذلك نظرا لمكانة وأهمية هذه الخلق العظيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلة الرحم
(" من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ".)
-من مظاهر صلة الرحم…
ومن مظاهر صلة الرحم أن نكون واصلين لهم وزيارة اقاربنا وتبادل الزيارات معهم دائما والإحسان إليهم بالقول والفعل ومساعدتهم ماديا ومعنويا في حاله الاحتياج لذلك والتصدق على فقرائهم والإحسان إلى كبيرهم والعطف على صغيرهم والسؤال عن أخبارهم باستمرار وتمييزهم عن الآخرين من الناس لأنهم أولى بالمعروف ومشاركتهم في الأحزان والأفراح على حد سواء.
-صلة الرحم زيادة في العمر وبركة في الرزق ونيل رضا الله..
تعد صلة الرحم سببا في زيادة الأعمار والبركة في الأرزاق والأموال، وذلك بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم( " من سرهْ أن يبسط له في رزقه، وينْسأ له في أثره فليصل رحمه".)
في الختام فإن ديننا الحنيف جعل للخير وجوها كثيرة ،وحرص أشدّ الحرص علي جبر الخواطر ، ومن فضل الله تعالى علينا أن جعل صلة الرحم أمرا يُثاب عليه الفرد ،وسببًا لأنشراح الصدر وبناء جسور من المحبة والمودة، فما أجمل الحياة عندما يكون الفرد مع أهله وأقاربه ومن حوله أجمع عمادًا يستند بعضهم علي بعض في العسر واليُسر وفي الشدّة والرخاء.