فريد عبد الوارث يكتب : " أربعينية غزة " و بلاد العميان
" أربعين الميت " هي عادة اجتماعية مصرية قديمة و تقليد فرعوني ، مازال البعض يزاوله حتى اليوم في بلدان كثيرة حول العالم و تطورت هذه العادة بأن يجتمع أهل الميت و يقرأون القرآن و يذكرون الله ترحما على روح الميت، و لا ينزعون لباسهم الأسود إلا بعد مرور يوم الأربعين ! و أربعينية الميت هي اليوم الأربعون من وفاته، يجتمع فيه أهله و المعزون كاجتماعهم يوم وفاته، ولا يُعذر مَن يتغيب عن هذا الاجتماع في العادات الشعبية .
و لعلنا الآن بصدد إحياء ذكرى الأربعين لشعب كامل قتل و دمرت بيوته و مستشفياته و منع عنه الماء و الغذاء و الكهرباء على مرآى و مسمع من العالم العربي و الإسلامي و الإنساني كله ! و هو ما يمثل مرحلة فاصلة في تاريخ العالم ، حيث تعمل الآله الصهيونية الماسونية في قتل الأبرياء ليلاً و نهاراً دون الاكتراث لأي منظمة أو قانون دولي أو حتى رأي عالمي !! و هو ما يضع علامة استفهام كبيرة وضعت الجميع في حيرة من أمره ! فما الذي حدث للعالم ؟ و لعل الإجابة توجد فيما ذكره الكاتب " هربرت جورج ويلز " في مجلة إنجليزية عام 1904م و التي يحكي فيها :
قصة اسمها "بلد العميان" و هي تحكي عن قرية معزولة عن العالم في جبال الأنديز على الساحل الغربي لأمريكا اللاتينية أصيب كل سكانها منذ فترة بالعمى و عاشوا في اكتفاء ذاتي دون أن يكون لهم صلة بالخارج و لم يغادر أحداً هذه القرية ، و جيل بعد جيل عاشت الأجيال بوراثة هذا المرض حتى ظن الجميع أن عدم النظر هو طبيعي.
و ذات يوم بينما كان رياضي متسلق الجبال اسمه "نيونز" يمارس رياضته حتى سقط على هذه القرية ، و منذ اللحظة الأولى لاحظ أن ما في هذه القرية ليس لديهم نظر فالألوان و البناء كله عشوائي، و لكنه تيقن من هذا حين كان يمر سكان القرية بجواره دون أن يلاحظوا وجوده حتى رفع صوته فاجتمعوا حوله و عرفوا أنه غريب فأخذوا يسألونه عن بلده و حياته، و لكنهم اندهشوا حين قال لهم أنه يرى، و لكنه شعر أنهم لم يفهموا معنى الإبصار فاتهموه بالجنون، بل خافوا من أنه مبصر فاتفقوا على أن يزيلوا عينيه حتى يعيش في وسطهم ! و حين علم "نيونز" هذا هرب و ترك عالم العميان.
و هذه القصة تشرح كيف استطاعت " الماسونية " طمس الرؤية الحقيقية لأغلب العالم حين استطاعوا نشر أفكارهم المدمرة وسط العالم سنوات كثيرة فاستخدموا كل الطرق الفكرية و المالية و الثقافية و الأفلام و المنظمات لطمس العيون حتى يستطيعوا أن يتحكموا في عالم عميان بلا فكر ،و قد اتحدت كل المنظمات و الجماعات السرية تحت سيطرتها و خاصة جماعة المتنورين التي صاغت دستوراً للسيطرة على العالم , و كانوا يخططون إلى تأسيس حكومة عالمية مبنية على وحدة الكون و وحدة الأديان و روجوا لرموزهم التي هي عين حورس فوق الهرم التي ترمز للقوة الكونية المسيطرة و النجمة السداسية لليهود و البومة و الزاوية و الفرجار علامة البناؤون الأحرار و هي ترجمة الماسونية و هي كلمة فرنسية “Macon”.
فهل فهمنا كيف وصل العالم لمرحلة يقتل فيها ألف طفل و إمرأة و مريض يومياً باستخدام أحدث الأسلحة دون أن يحرك ساكناً!! و كيف استساغ العالم أن يرى المغتصب و المحتل يقتل و يهجر و ينكل بأصحاب الأرض بمنتهى البجاحة و كأنه صاحب حق ؟
إنه يا سادة زمن الردة و البهتان و الدجال و لسوء حظنا رأيناه صوتاً و صورة ... لله الامر من قبل و من بعد.