18:10 | 23 يوليو 2019

إسرائيل التي لم تعرف نفسها: حين خانت ذرية يعقوب رسالات السماء وتواطأت أمريكا مع شيطان الأرض

3:27pm 20/06/25
صوره ارشيفيه
احمد عز الدين

حين ننطق اليوم باسم «إسرائيل» يتبادر إلى الأذهان كيان مسلح بالدبابات والمدافع، محاط بالأسلاك والجدران، تغذيه أمريكا بالأموال والسلاح وتبرر له الجرائم بشعارات «الحق التاريخي» و«الأرض الموعودة». لكن الحقيقة المخفية في صفحات التاريخ المقدس أن «إسرائيل» لم يكن يومًا اسمًا لأرض ولا دولة، بل كان اسما لرجلٍ صالحٍ عرف ربه وسجد له، إنه يعقوب عليه السلام، نبيٌّ كريمٌ من نسل إبراهيم الخليل.

 

لقد خاطب الله ذريته بـ«بني إسرائيل» تكريمًا لأبيهم لا تقديسًا لسياستهم، وكتب لهم وعدًا مشروطًا بأرض كنعان إن أطاعوا وعملوا الصالحات. فما بال هؤلاء القتلة اليوم يرفعون اسمه شعارًا لحربٍ خبيثة، يسفكون الدم، يهدمون البيوت، ويُشرّدون شعبًا كاملاً من أجل حلمٍ مزيفٍ بنصوص محرّفة ودعايةٍ مسمومة؟

 

إن الكتب السماوية لم تنزل لتكون رخصة قتل ولا راية احتلال، بل نزلت لتربط الإنسان بالله وتعلمه الرحمة والحكمة والعدل. ولكن بني صهيون حوّلوها إلى حِبرٍ يُشرعن أطماعهم، يقتبسون منها آية ويبترون عشرات، يرفعون التوراة غلافًا ويقتلون روحها في الأسواق والساحات.

 

ولم يكن المشروع الصهيوني ليقف على قدميه دون رِجْلٍ غليظةٍ تمدّه بكل ما يريد: إنها أمريكا، الدولة التي تغسل سيف الصهيونية كلما تلطخ بالدم، وتستبدل الحبر ببارودٍ وتقدّم للعالم مشاهد الخراب باسم «الديمقراطية» و«الحرية».

 

فما الذي تريده أمريكا؟ ولماذا تبني قواعدها حول الحرمين، وحول بترول العرب، وتحرس «إسرائيل» في كل محفل؟ إنها ليست جمعية خيرية، بل أخطبوطٌ امتصَّ خيرات الشعوب، وضخّم شركات السلاح، ورفع منسوب الكراهية ليبيع مزيدًا من القنابل.

 

يا بني يعقوب، يا من كنتم ذات يوم أتباع نبيٍّ صالح: لقد خنتم العهد وخذلتم الوصايا وحوّلتم بركة اسم «إسرائيل» إلى لعنة تلاحق الأبرياء من غزة إلى جنين. ويا أمريكا، يا من تتشدقين بحقوق الإنسان: لا عار أكبر من أن تقفي حارسةً لسفّاحين سرقوا اسم نبيٍّ وجعلوه عَلَمًا لحربٍ أبدية.

 

إننا اليوم لا نحارب يهوديةً ولا توراةً ولا شعوبًا مسالمة، بل نحارب كيانا زائفًا اغتصب الحقيقة قبل أن يغتصب الأرض. ونحارب دولةً عظمى باعت مبادئها في أسواق النفط والبوارج.

 

فيا أحرار العالم: لا تخدعكم الشعارات ولا تقنعوا بحدود الأخبار. اقرأوا التاريخ من مصدره، وافتحوا الكتب قبل أن تفتحوا القنوات، ستعرفون أن «إسرائيل» لم تكن دولة أبدًا، بل رجلٌ صالحٌ لو عاد حيًا لرماهم بحجارةٍ قبل أن يرميكم بالحكمة.

 

                                          ✍️ بقلم: احمد عزيز الدين احمد

                                                           كاتب وروائي وشاعر

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn