احذر قبل أن تندم.. صحتك رأس مالك

في زحمة الأيام، نركض خلف لقمة العيش، خلف الإنجاز، خلف كل شيء… إلا أنفسنا. نؤجل راحة الجسد، نؤخر النوم، نُهمل الطعام، ونتجاهل إشارات الإنذار التي ترسلها أجسادنا كل يوم.
ولكن دعني أقولها لك بكل وضوح: الصحة لا تنتظر، وإن ضاعت فلن يُرجعها مال ولا ندم.
■ كم منّا يهتم بصحته فعلًا؟
نحن نُتخَم يوميًا بأطعمة سريعة، نغرق في المشروبات الغازية والمنبهات، ونتباهى بقلة النوم وكثرة السهر، وكأن الجسد آلة لا تُرهق ولا تشتكي.
نستيقظ متألمين، نُكابر، نتناول مسكّنًا ونكمل الطريق... حتى يأتي اليوم الذي ينفجر فيه الجسد، ويصرخ صرخة لا دواء لها إلا بتغيير جذري، قد يأتي بعد فوات الأوان.
■ تحذير واقعي: لا تنتظر المرض كي تتغير
لا تنتظر أن يُقال لك "معك ضغط مزمن" أو "سكر مرتفع" أو "تحتاج عملية قلب".
لا تنتظر أن تنهار أمام أول أزمة صحية لتعيد ترتيب أولوياتك.
لا تجعل جسدك حقل تجارب للوجبات السريعة، والتدخين، والمشروبات المضرة.
الصحة ليست ترفًا… بل أمان، وسند، ونعمة لا تُقدّر بثمن.
■ ماذا يعني أن تهتم بصحتك؟
يعني أن تجعل الأكل النظيف عادة، أن تمشي كل يوم ولو نصف ساعة، أن تنام بشكل منتظم، أن تقول "لا" لكل ما يرهق جسدك ونفسك.
هل شربت ماءً كافيًا اليوم؟
هل تحركت أم جلست بالساعات أمام الهاتف؟
هل أكلت خضارًا وفاكهة؟
هل أجريت آخر فحص دم؟
هل عرفت مستوى الضغط والسكر لديك؟
إذا لم تفعل، فأنت تؤجل مواجهة حتمية مع نفسك.
■ الصحة النفسية أيضًا... لا تهملها
لا تصبر على القلق والتوتر حتى يتحولا إلى صداع دائم أو أرق قاتل.
لا تخجل من التحدث، من طلب الدعم، من قول "أنا متعب".
راحة النفس من راحة الجسد. والحياة تحتاج منك أن تكون قويًا، سليمًا، لا مهزومًا من الداخل.
● خلاصة القول:
احذر، فإن إهمال الصحة هو الطريق الأقصر إلى الندم.
عش بيقظة، لا بكسل.
كل بإدراك، نم براحة، تحرك بشغف.
واجعل من صحتك أولوية لا مساومة فيها.
الصحة ليست مجرد شريان نابض... إنها الحياة نفسها.