الشيخ محمد السيد متولى بكتب : مواسم الطاعة العشرالأوائل من شهرذي الحجة المبارك )

من فضل الله تعالى علينا ورحمته بنا أنه سبحانه جعل لنا مواسم للطاعات تزداد فيها الحسنات بزيادة الطاعات وترفع فيها الدرجات بكثرة القربات لله عز وجل ومن بين هذه المواسم العظيمة ( أيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة المبارك ) حيث أن كل يوم يعتبر بمثابة موسم ، أقسم الله تعالى بهذه الأيام المباركة في القرآن الكريم على أكثر أقوال أهل التفاسير فقال تعالى ( وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) سورة الفجر .
الليالي العشر : المراد بها عشر ذي الحجة . كما قاله ابن عباس ، وابن الزبير ، ومجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف .
** الأيام العشر الأُوَل من شهر ذى الحجة المبارك هى أعظم أيام الدنيا على الإطلاق ، وهناك مقارنة بين هذه الأيام المباركة وبين العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أيهما أعظم وأفضل ؟
** العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لها الأفضلية من ناحية الليالى لذلك تُسمى بليالى شهر رمضان المبارك لأن فيها ليلة القدر وهى أعظم ليلة أنزل الله تعالى القرآن فيها جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا وهى خير من ألف شهر وكتب الله تعالى وقدر جميع الأقدار فيها .
ذكر السيوطي في الإتقان قال وأخرج الطبراني والبزار عن ابن عباس قال:
( أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن أبي شيبة من وجه آخر عنه قال: دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلا ) الإتقان للسيوطى.
أنزل الله تعالى سورة كاملة سماها باسم هذه الليلة وهى سورة القدر من قصار المفصل قال تعالى ( إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (١) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (٢) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (٣) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (٤) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (٥) سورة القدر .
فالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لها الأفضلية من ناحية الليالى .
** العشر الأوائل من شهر ذى الحجة المبارك لها الأفضلية من ناحية الأيام لأن فيها يوم التروية وهو اليوم الثامن من شهر ذى الحجة المبارك ، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم .
فيه ينطلق الحجاج إلى منى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنى اتباعا للسنة، ويصلون فيها خمس صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا فجر يوم عرفة. وفي يوم التروية يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم الذي هو مناسك الحج، ويتأهبون فيه للوقوف في غده بين يدي الله الكريم في عرفات، يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران .
وفيها يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذى الحجة المبارك وفيه من الفضائل ما لا يوجد فى سواه يكفى صيام فقط هذا اليوم لغير الحاج .
ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: يكفر السنة الماضية والسنة القابلة. رواه مسلم.
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة .
كذلك فى العشر الأوائل من ذي الحجة يوم النحر ( يوم عيد الأضحى المبارك ) الذى هو أعظم يوم عند الله تعالى .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ " رواه أبو داود وغيره .
فالمقارنة جعلت أن ليالى العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هى الأفضل وأيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة هى الأفضل ، فالحمد لله تعالى على هذه النعم العظيمة .
* فضل العشر الأوائل من شهر ذى الحجة المبارك بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " رواه أبو داود والحديث أصله فى البخارى مرفوعا عن ابن عباس .
انظر إلى فضل العمل الصالح في هذه الأيام المباركة والمقارنة العجيبة بينه وبين الجهاد الذى هو أعظم ما يُتقرب به إلى الله ومع كل ذلك العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى لكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم استثنى رجلا خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشئ .
والعمل الصالح عبارة عن أى عمل يرضى الله عز وجل ويعود بالنفع على صاحبه وعلى الأمة والمجتمع .
والمتأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنه لم يحدد لك عملا معيناً وإنما قال ( العمل الصالح فيها أحب إلى الله ) وكذلك أيضا لم يخص منها يوما بالعمل الصالح دون بقية العشر وإنما جعل الأيام لُحمة واحدة بحيث يكون الفضل في اليوم الأول كالفضل فى اليوم الثانى فلم يستقل يوم فى فضل العمل الصالح دون يوم إلا الأيام التى جاء فيها نص بأفضلية الأيام نفسها مع فضيلة العمل الصالح فيها .
** والأعمال الصالحة كثيرة جداً منها :
المحافظة على الفروض التى فرضها الله علينا من فوق سبع سماوات :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ : " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " رواه البخاري .
بر الوالدين الذى هو أعظم ما يُتقرب به إلى الله عز وجل :
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (٢٥) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦) سورة الإسراء .
صيام التسع الأُوَل من شهر ذى استحبابا :
عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ امْرَأَتِهِ ، عَن بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ " رواه أبو داود وغيره .
المحافظة على النوافل والسنن الراتبة المؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " ، قَالَتْ أَمُّ حَبِيبَةَ : فَمَا بَرِحْتُ ، أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ ؟ وقَالَ عَمْرٌو : مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ ، وقَالَ النُّعْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ " رواه مسلم .
صيام يوم عرفة لغير الحاج :
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً " رواه أحمد وغيره .
الإحسان إلى الجار :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " رواه البخاري ومسلم .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ، أَوَ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " رواه مسلم .
الإحسان إلى اليتامى والمساكين والمحتاجين وابن السبيل :
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦) سورة النساء .
الصدقة وهى خير ما يُتقرب به إلى الله تعالى حتى لو بأقل القليل منها شريطة أن تكون خالصة لله وحده وتكون جابرة لخواطر الفقراء والمحتاجين .
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ , قَالَ : سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " رواه البخاري ومسلم .
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ ، ثُمَّ قَالَ : " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ " رواه مسلم .
الأضحية يوم النحر ( يوم عيد الأضحى المبارك )
عَنْ عَائِشَةَ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ , أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ , إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا , وَأَشْعَارِهَا , وَأَظْلَافِهَا , وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ , فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا " رواه الترمذي وغيره .
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي : وَيُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " فِي الْأُضْحِيَّةِ لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ " , وَيُرْوَى بِقُرُونِهَا .رواه الترمذي .
اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخُطا إلى المساجد وانتظار الصلاة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ " رواه مسلم .
ذكر الله تعالى ويشمل كل أنواع الذكر حتى الصلاة وقراءة القرآن الكريم حتى الذكر المطلق الذى يكون فى أيام العشر الأوائل من ذي الحجة بالإضافة إلى أيام التشريق الثلاثة ، والذكر المقيد الذى يكون فى أيام التشريق للحاج وكذلك لغيره ، قال تعالى ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣) سورة الحج .
قال تعالى ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) سورة الحج .
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ " ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى " قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) رواه الترمذي وغيره .
التهليل والتكبير والتحميد :
قال تعالى ( ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) سورة الحج .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ " رواه أحمد .
جملة الأعمال الصالحة حتى وإن كان العمل قليلاً أو بسيطا أهم شيء أن يكون خالصاً لله عز وجل .
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " رواه مسلم .
فهذا الحديث شمل جملة من الأعمال الصالحة التى يُتقرب بها إلى الله عز وجل .
* الجائزة الكبرى لأهل عرفات الذين كُتب لهم الحج .
أن الله يباهى بهم ملائكته ويغفر لهم جميع الذنوب والخطايا ويعتق الله رقابهم من النار .
قَالَت عَائِشَةُ : إِنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ ، فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ " رواه مسلم .
** عن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه قال : وقفَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعرفاتٍ وقد كادتِ الشَّمسُ أن تغرب فقالَ يا بلالُ أنصِتِ النَّاسَ فقالَ بلالُ أنصِتوا لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فنَصتَ النَّاسُ فقالَ معاشرَ النَّاسِ أتاني جبريلُ آنفًا وأقرأَني من ربِّيَ السَّلامَ وقالَ إنَّ اللَّهَ عز وجل غفرَ لأَهْلِ عرفاتٍ وأَهْلِ المشعرِ وضمنَ عنهمُ التَّبعاتِ فقامَ عمرُ بنُ الخطَّابِ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ هذا لَنا خاصة قالَ هذا لَكُم ولمن أتى من بعدكم إلى يومِ القيامةِ فقالَ عمرُ كثُرَ واللَّه خيرُ اللَّهِ وطابَ ) رواه ابن المبارك في الترغيب والترهيب .
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم جميعاً يا رب العالمين وأن يكتب لنا ثواب من حج وصام وتصدق وصلى وأن يجعلنا من عباده المخلصين وأزواجنا وأهلينا وكل المسلمين يا رب العالمين .
الكاتب