البلد بتحكي "جريمة في وضح النهار"

ما نشهده اليوم في شوارعنا، خصوصًا أمام المدارس، من انفلاتٍ أخلاقي وسلوكيات مستفزة، لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح جريمة متكررة في وضح النهار.
شبابٌ يتسكعون، يطاردون الفتيات، يتحرشون، يلقون بالكلمات البذيئة دون خوف أو حياء، وكأن الشارع صار لهم وحدهم!
أين الآباء؟ أين الأمهات؟ أين المدرسة؟ أين المسجد والكنيسة؟ وأين الدولة؟
نعم، الكل مسؤول. نحن أمام كارثة تربوية وأخلاقية تهدد نسيج المجتمع، وتضرب في صميم القيم التي قامت عليها أمتنا.
فمن علّم هؤلاء الشباب أن الرجولة في الفُحش؟ ومن أخبرهم أن قوة الشخصية تُقاس بمدى إيذاء الآخر؟
إذا غاب التوجيه، وغابت الرقابة، وسكت المجتمع، فالنتيجة ما نراه اليوم: جيلٌ يتخبط بين الجهل والانفلات.
لابد من وقفة حاسمة.
البيت مطالب بإعادة تربية أبنائه على القيم والاحترام.
المدرسة عليها أن تغرس الأخلاق قبل أن تزرع المعلومة.
المسجد والكنيسة يجب أن يعلو فيهما صوت الوعظ والتقويم.
الدولة عليها أن تطبق القانون وتُفعل العقوبات ضد من ينتهك حرمة الطريق والكرامة الإنسانية.
إن ما يحدث جريمة مكتملة الأركان، لا يجب السكوت عنها. فإما أن نتكاتف ونُصلح، أو ننتظر طوفانًا لا يبقي ولا يذر.