فريد عبد الوارث يكتب: طوفان الأقصى و جنازة "حماس "
إذا أردنا تقييم الوضع الحالي فيما يخص فلسطين منذ عملية طوفان الأقصى و حتى اليوم ، وجب علينا تنحية العواطف جانباً ، و النظر بموضوعية لواقع أليم لكنه بات حقيقية مؤكدة ، فكلنا نموت حزنا و كمدا على نساء و أطفال فلسطين الذين تقتلهم إسرائيل بدم بارد و على مرأى و مسمع من العالم الذي تخلى عن إنسانيته و أظهر الجانب المظلم و الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بأطفال العرب و نسائهم .
علينا الإقرار أن حماس إرتكبت أخطاء قاتلة على مدى سنوات ، أكلت على موائد كل الأنظمة ، و خانت الجميع بما فيهم شعب فلسطين ، و ها هي تواجه مصيرها و حيدة مهما بدا الوضع عكس ذلك ، و من يدفع ثمن خطاياها هم المدنين الأبرياء .
يتم التفاوض حالياً إقليمياً و عالمياً على ترتيب "جنازة حماس" و الكل يطلب الثمن مقدماً ! تل أبيب ستستخدم كل قوتها العسكرية لإنهاء حماس( بدعم غربي و مباركة بعض الأطراف الإقليمية أو تخاذلها ) بعد أن مكنتها من القطاع في ٢٠٠٧ في إطار تعميق الإنقسام الفلسطيني ، و تري أنه آن الأوان للتخلص منها للأبد ، أما حماس فستقاتل معركتها الإنتحارية و ظهرها للحائط .
وإذا كنت من المتعاطفين أو الكارهين لحماس ، فاعلم أن كل إنجاز للكيان الغاصب هو خسارة حقيقية للعرب جميعاً و هو ألم و غصة في القلب .
و يمكن القول بأن حماس ستكون آخر أشكال الصراع المسلح في القضية الفلسطينية بالمرحلة الراهنة و بإنتهاء تلك الحرب اللعينة سيكون هناك واقع فلسطيني مختلف يتشكل بالحديد و النار و ذلك بعد أن أصبحت حماس عبء على الجميع ، و عائق لخطط الشرق الأوسط الجديد و غيابها سيخدم كل الأطراف بما فيها الممول الخليجي الساعي بكل قوة للتطبيع مع الكيان الغاصب .
ويبقى إفشال مصر لمخطط التهجير إلى سيناء هو الإنجاز الأهم حتى الآن في ذلك الصراع ، و هو ما يستدعي الالتفاف الكامل بكل قوة حول القيادة السياسية المصرية و دعمها بكل قوة في مواجهة الأخطار الكبيرة ، فنحن لا نبالغ إن قلنا أن مصر تخوض حرب وجود و تحديد مصير ، حفظ الله مصر وشعبها و جيشها و أعانهم على أعدائهم .