فريد عبد الوارث يكتب : المصريون يصنعون التاريخ ولا عزاء للعربان
يقول ابن الكندي : فضل الله مصر على سائر البلدان، كما فضل بعض الناس على بعض، و الأيام و الليالي بعضها على بعض، و الفضل على ضربين: في دين أو دنيا، أو فيهما جميعاً، و قد فضل الله مصر و شهد لها في كتابه؛ بالكرم و عِظم المنـزلة، و ذكرها باسمها، و خصها دون غيرها، و كرر ذكرها، و أبان فضلها في آيات من القرآن العظيم، تنبئ عن مصر و أحوالها، و أحوال الأنبياء بها، و الأمم الخالية، و الملوك الماضية، و الآيات البينات، يشهد لها بذلك القرآن، و كفى به شهيداً .
و ها هي الأحداث و الخطوب تثبت من جديد أن التاريخ ها هنا بدأ و ما زال يكتب ، فما يحدث في فلسطين منذ عشرات السنين خير دليل على فضل مصر و شموخها و حمايتها لأمتها بكل غال و نفيث ، آلاف الشهداء من خير شباب مصر و مئات الآلاف من المصابين قدمتهم مصر دفاعاً عن فلسطين ، دماء و أرواح و اقتصاد و مستقبل شعب ، و اسألوا سيناء و رمالها التي ارتوت بدماء الشهداء من جيش مصر خير الجند.
و ما أبعد المسافة الفاصلة بين من يضحي و يصدق و من يتاجر بالقضية من بعض الدول العربية ، الذين لم يتعلموا الدرس أبدا ! فقد أدمنوا المراثي و البكاء علي الأطلال منذ ذهب إمرؤ القيس يستنجد بقيصر ليعيد له عرشة الضائع لكنه رجع من عنده خائبا مذلولا ! و منذ قصد ملك اليمن ذي يزن كسري ليعيد له زوجته التي سباها ملك الحبشة و طال به الإنتظار حتي مات علي باب كسري ، فعنوان المرحلة هو التخاذل العربي تجاه فلسطين و ترك مصر تواجه التحديات بمفردها !!
و ليس هناك أبلغ من قول الشاعر عن مصر حين يقول :
نحن جند الله صُناً حَقَّه
وحفظنا عهده في الناكِثين
نحن صناه مذ كنا على
نصرة الحق، و كنا فاعلين
إن غضبنا أو رضينا فله
لا نبالي تُرّهات المُرجفين
نحمل الأقلام غُراً، و لنا
صُحُفُ الأبرار بين الكاتبين
ما الأَلِبَّاءُ كضلاَّل النُّهى لا
و لا الأحرار كالمستعبدين
ما رضينا خُطّةَ الغاوي، و لا
عابنا شأن الذّليلِ المستكين
احفظوها، إن مِصراً إن تَضِعْ
ضاع في الدنيا تراث المسلمين