18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب : لقد مات الطفل إياد !

10:06am 21/10/23
عبد الحى عطوان
عبدالحى عطوان

لم يكذب ذلك الباحث الصهيونى، الذى قال أن الإعلام يحول قتلى الإحتلال الإسرائيلى إلى قصصًا، بينما يقدم الضحايا الفلسطنيين مجرد أرقام ،فقد أرتفعت الأرقام كثيراً ولكن لم تروى القصص الدامية بعد التى عاش أبطالها صامدين، 


كانت الأم تتوجع وتعيش ألم المخاض فقد اختارت مسبقاً الإسم إياد على إسم أخيها الذى سقط شهيداً منذ عامان ،صورته وكلماته وتقاسيم وجهة وروحه المرحة كل هذة الأشياء لم تفارقها لحظة،فهى مازالت ترتدى الحداد علية حتى الآن تبكيه دائماً تراه فى كل غارة يهودية، تسمع صوته عند سقوط أى شهيد، فقد كان بطلاً من أبطال المقاومة تربي على الصمود والحجارة ،
وبينما الأم تتوجع دوت حناجر الرجال فقد أعلنت سنزف شهيداً جديداً سقط برصاص الإحتلال ،انتفض جسدها النحيل، حاولت أن تسند بطنها الممتلئة، لتقف قليلاً فقد هاتفها هاجس غريب، وسرت قشعريرة بين اعضائها، بدأت تسرق روحها انقباضه غريبه، ركنت على أحد زراعيها، لتستمع فقد كان صوت الرجال يقترب رويداً رويداً حتى وقف النعش أمام باب منزلها ،دوى صراخاها مزلزلاً اركان المكان، فقد كان الزوج هو الشهيد، فقد اخترقت رصاصات العدو صدره فاردفته قتيلاً ،ارتمت على جثمانه الملفوف بالعلم الفلسطينى، وهى تلطم خدودها لماذا رحلت سريعاً ،ولم تنتظر حتى تحمله بين يديك ليشعر بدفء انفاسك، لماذا تغادر وتتركه ليرضع لبن الحزن ،ينام وحيداً مفزوعا محصوراً ما بين صوت القنابل وصافرات الإنذار ،حاول الرجال تهدئة صرخات الأم الهستيرية فلم يستطعوا، هل ستأتى له فى المنام تحتضنه ليشعر بالأمان؟، بعد ان تجول الغزاة بين شوارعنا وحوارينا، يرددون بلكنتهم استسلموا تسلموا هل ستاتى إليه لتعلمه نضال الحجارة؟ لماذا رحلت سريعاً ؟وتركتنى أشكو بأسي، فكلما كان فزعى ينتابنى، كان صدرك ملاذى، هل تذكر حينما كنت أجلس خائفة بين ذراعيك اتوسط صدرك فتربت على كتفي وتحتضنى،


تشبثت الأم بالجثمان محتضنه وجهة بين صدرها، فقد أصابها حالة من الذهول، تردد الف سؤال وسؤال؟ تهمهم بكلمات غير مفهومة، لماذا رحلت سريعاً ؟إلم تنتظر حتى تجف الأرض من دماء كل الشهداء، لماذا كتب علينا أن تحرق الأحزان جوارحنا وتدهس دباباتهم أطفالنا وايامنا وليالينا، 


ووسط هذا الحزن، وهذا الصراع بين دولة محتلة، ودولة آحتلت ولد إياد ذلك الطفل الذى كل ذنبه أنه فلسطينى ،فقد أنتابه من الشهر الأول نوعاً من الصرع فيستيقظ يومياً مرعوبًا ،يصرخ فى نوبات هستيرية من صوت الرصاص، الذى يحيط بذلك المنزل الذى يقطنه مع أمه والكائن على حدود المسجد الآقصى، كانت علامة وجهة الملائكية تثير شفقة الجميع بما فيهم الجنود الاسرائليين، أحيانا يقترب كثيراً حتى تترامى الى أذنيه صوت جنازير دبابات العدو، واللكنة العبرية التى تخرج من ألسنتهم أصواتًا ملتوية و أحيانا أخرى يتوارى خلف الباب، ليخبئ أنفاسه المكتومة بصدرة، عندما يشاهد بنادقهم مرفوعة مثله مثل كل أطفال الحجارة لم يعرفوا الخوف أعتادوا على أصواتهم، وصراخهم، وسلاحهم مناظرهم، وخوذاتهم ،
فقد الف الاطفال من سكان القطاع  التعايش مع الاعتداءات الوحشية،وجثث القتلى، وحمل جثمان الأطفال ،والنساء، والرجال، فعدوهم لا يعرف الرحمة وضمائر جنودهم ماتت، وبنادقهم لا تميز بين طفل، وكهل، بين معاق، وفتياً، بين بطل من ابطال المقاومة أو رجل آسر السلامة، فقد أسقطوا حتى الآن 6 آلاف قنبلة حولت أجساد المئات منهم إلى أشلاء، فالمستشفيات لا تعمل، ولا الاشعة، ولا الكهرباء، اغلب الاوقات،فقد يموت الشهيد دون دواء والعالم يشاهد هذا فقط عبر الشاشات، يعيشون محاصرين تحت خط الفقر، والعرب تشجب وتدين وتستنكر، بل البعض منعم أصبح عملاء بدرجة أمتياز، 
بدا طوفان الأقصى وبينما كانت الأم تتذكر ذلك الأخ الذى رحل، والزوج الذى أستشهد وتحاول أن تهدأ من النفس المعذبة، تضمد جراحها ببعض كلمات الزوج، الذى كان يردد دائماً ليس كمثلك أمراة فى الكون افلسطنية انت!! وبينما كانت غارقة فى حزنها كان العدو يهدم المنازل، فوق رؤؤس البشر، الجثث تتطاير، والاشلاء، الحرائق تعم المكان ،صفارات الانذار ،الرعب يدب فى المكان، 
قررت أن تخرج للدفاع عن بيتها، وعن عرضها، وعن أرضها، فقد تعلمت النضال من صغرها، وبينما هى تتجول فى المستشفى الميدانى تساعد الأطباء، وقفت فى صرخات هستيرية ،تبكى، تلطم، تشق ملابسها، تنادى يا الله، فهى تعرف ذلك الرداء الموجود على الذراع المقطوعة والملقاة بجانب جثة أشلاء عليها أكوام من التراب،أنه أبنها إياد الذى مات دون أن يعرف سببًا للقتل والتخريب، دون أن يعرف سببًا للإحتلال والعرب مازالوا نيام ..
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn