فريد عبد الوارث يكتب : المرابطين على حدود الكيان .. و المرابطين حول قواعد الأمريكان
تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم في شعب مصر و جيشها خير الجند ، و ها هم مرابطين على حدود الكيان الإسرائيلي الغاصب ، مستعدين لتقديم الغالي و النفيث حاملين أرواحهم على أكفهم فداءا للأقصى و شعب فلسطين المستضعف ، هم مرابطين و ليسوا متاجرين بدماء الأبرياء ، هم حاربوا ثلاث حروب لأجل فلسطين و ما زالوا مستعدين لخوض حروب أخرى لأجلهم ، حتى و إن ضاع اقتصادنا و تراجعت أحوالنا و عايرنا الأقزام بفقرنا ، على الجانب الآخر ، هناك من الدول العربية من يرابط حول القواعد العسكرية الأمريكية التي تحتل أرضه و تسيطر على قراره ليحمي تلك القواعد من شعبه !!
نعم ، نعاني الأمرين لتوفير مستلزمات الحياة الضرورية من المواد الغذائية ، و يساومنا القريب و الغريب في محاولة لاستغلال الفرصة و سلب مصر ثرواتها و مقدراتها ، لكن هيهات ، و برغم كل ذلك لا صوت يعلوا على مصر التاريخ و الحضارة قلب الأمة و حائط الصد طوال الزمان ، و التاريخ يشهد .
و حين حاول غلمان الخليج محدثي النعمة التغول على مصر و سلب دورها الذي رسمه الله لها ، كشفتهم أزمة طوفان الأقصى على حقيقتهم ، و أبرزت عوراتهم و ضعفهم و فقدانهم للقرار الوطني ، و أنى لهم ذلك و هم يحتمون في القواعد العسكرية الأمريكية و الأوروبية للبقاء على عروشهم ! فها هي فلسطين تذبح بدم بارد و تقطع أشلاء أطفالها على مرأى و مسمع من العالم كله ، و لا يصدر عن أصحاب البترودولار غير تصريحات للاستهلاك المحلي و لمحاولة تبييض وجوه سودتها الأفعال و المواقف المخذية تجاه إخوانهم في فلسطين .
إذا ، دار الزمان دورته ، و أعاد التاريخ نفسه ، و تكررت عين جالوت مرة أخرى و عادت الحملات الصليبية بوجه جديد ! و بقيت مصر و جيشها الملاذ الأخير لكل مستضعف و لكل محاصر و كل جريح .
المجد والخلود للشهداء و الفخر والاعتزاز لمصر و قيادتها السياسية المخلصة و جيشها الوحيد الباقي عرين الأسود و المرابطين ليوم القيامة ، و من أصدق من الله قيلا ؟