فريد عبد الوارث يكتب : حكام الخليج .. و صمت القبور !!
انطلقت عملية طوفان الأقصى منذ ثمانية أيام ، اخترقت خلالها الفصائل الفلسطينية المستوطنات الإسرائيلية و جاثت فيهم قتلا و أسرا ، و هلل الجميع وظنوا أنها نهاية الظلم والاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، و طغت على السطح المشاعر العاطفية البعيدة عن الحسابات العقلية و التوازنات الدولية المعقدة .
نعم ، حقق الفلسطينيون نصرا عزيزا في بداية الطوفان ، في مواجهة صمت إسرائيلي غريب ! تبعه تعبئه للرأي العام العالمي تمهيداً للإنقضاض على القضية الفلسطينية و تصفيتها عبر مخطط تهجير مدروس و معد منذ عشرات السنين ، و قامت قوات الاحتلال المدعومة من أمريكا و بريطانيا و باقي دول الغرب بتنفيذ مجازر و حرق للأرض و تدمير للمباني لتغيير الواقع و إخلاء الأرض ، و حثت المواطنين الفلسطينين على التوجه جنوباً باتجاه معبر رفح المصري حتى لا يبقى أمامهم سوى سيناء !!
واجهت مصر المخطط منفردة تحارب وحيدة على كافة الجبهات السياسية و الأمنية و العسكرية بلا أي مساندة تذكر من أولئك القابعين في العواصم الخليجية " طال عمرهم " و كأن على رؤوسهم الطير!
نعرف جيداً أن أصحاب ممالك العنكبوت الخليجية قد باعوا القضية الفلسطينية في سبيل عروشهم التي تحميها القواعد العسكرية الأمريكية ، و لكن ألهذا الحد ؟
أين تصريحاتكم ! لا أسكت الله لكم صوتاً ، أين جيوشكم الجرارة التي ما خاضت يوماً حرباً ؟ و أين أسلحتكم التي أتفقتم عوائد النفط لعشرات السنين على شرائها ؟ لعلها في مخازنها و قد أصابها الصدأ أو أنها ممنوعة من محاربة إسرائيل ، و أين ضمائركم ؟ أتراها ماتت أم أصابها العطب كسائر أسلحتكم ؟ التاريخ لن يرحمكم و دماء الأبرياء ستظل عارا عليكم في الدنيا ، ثم عند الله تجتمع الخصوم.
و تبقى مصر صاحبة الدور الريادي و قلعة الضعفاء و ملاذ المظلومين عوناً للمحتاج و غوثا للمساكين ، و ذلك قدرها و دورها منذ بداية التاريخ ، وصولاً لحروبها من أجل فلسطين و الاي أتت على الأخضر واليابس و ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم .
حفظ الله مصر وشعبها العظيم و قيادتها السياسية المخلصة و نصر جيشها خير الجند على الفتن و التحديات على مر الزمان.