عبدالحى عطوان يكتب : قراءة فى طوفان الأقصى للفهم ..هل نحن جزءً من القرار حتى نكون جزءً من النتائج ؟
فى البداية تابعت مثل الملايين من العرب طوفان الأقصى، وسعدت سعادة بالغه بالاجتياح الذى حدث بأسرائيل وأسرى الاسرائليين سواء مدنيين أو عسكريين، أملاً فى ميل الكفة عند التفاوض لصالح القضية الفلسطينية، التى وضعت فى الثلاجة منذ زمن طويل، بل تكاد تكون دفنت حتى اتجهت بعض الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل دون شروط مسبقة بحق الفلسطينيين فى قضيتهم وأراضيهم .
وظللت أتابع بشغف متنقلاً بين القنوات أبحث عن مغزى ما وراء الأحداث، حتى بثت وكالة رويترز خبراً على لسان مسئول عسكري إسرائيلي، ينصح فيه الغزاويين بالهروب إلى مصر، إذا أرادوا النجاة من القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة، وهنا استرجعت الخطة الكامنه التى تحاول إسرائيل والامريكان منذ تنفيذها وهى إزاحة القنبلة الموقوتة التي تتمثل في سكان غزة إلى سيناء ، ويتحقق لها الهدف القديم الذي تسعى له منذ حوالي عقدين من الزمان، والذي من أجله حركت أمريكا وإسرائيل ما سمي بثورات الربيع العربي .
وهنا تواردت إلى خاطرى الفكرة إلاسرائيلية القديمة التى تكمن فى أن سيناء هي أرض واسعة بلا بشر، بينما قطاع غزة هو شريط ساحلي صغير مكتظ بالبشر، فلماذا لم يحدث تبادل للأرض، بأن تعطي الفلسطينيين 10 % من مساحة سيناء أي 6000 كم من أرض سيناء لتهجير سكان غزة إليها، مقابل أن تأخذ مصر مساحة مقابلة في صحراء النقب، وكانت إسرائيل قد عرضت على الرئيس الراحل حسني مبارك ذلك وهو أمر رفضه تماماً الرئيس مبارك، ورفضته كل الأجهزة السيادية في مصر، التي رأت في هذا الأمر انتقاصاً من سيادة مصر على أرضها .
وما يؤكد هذا الطرح و أن الحرب الأخيرة سواء بقصد أو بدون قصد تدعم هذة الفكرة، ما حدث بعد 25 يناير 2011 وقبل تولي محمد مرسي الحكم مباشرة ،حيث حضر الرئيس الأمريكي كارتر باعتباره رئيساً لما يسمى مؤسسة كارتر الخيرية إلى مصر ومعه عدد من رجال ال CIA حيث التقوا في مقر جماعة الإخوان بالمقطم كلا من المرشد محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر ومحمد مرسي مرشح الجماعة وقتها، وتم التوقيع من ثلاثتهم مع جيمي كارتر على وثيقة سرية تتعهد فيها جماعة الإخوان بإعطاء الفلسطينيين 10 % من سيناء مقابل الحصول على 8 مليار دولار من الإدارة الأمريكية توضع في حساب جماعة الإخوان بأحد البنوك الغربية.
#وبالفعل لإتمام هذا المشروع الأمريكى وإنهاء القضية الفلسطينية قام البيت الأبيض بتحويل المبلغ لحساب جماعة الإخوان، وبدأت الجماعة من ناحيتها بتمهيد الأرض في سيناء، لولا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها قد تنبه للأمر فأصدر قراراً في 23 ديسمبر 2012 بحظر تملك غير المصريين للأراضي في كامل المنطقة ج من سيناء( أي لمسافة 60 كم من الحدود الفلسطينية المصرية )، وعلى مسافة 10 كم من ضفتي قناة السويس، وهذا القرار أختصاص رئيس الجمهورية فقط، ولكن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها قد اتخذه بجرأة شديدة حفاظاً على الأمن القومي المصري
وما يؤكد حصول الإخوان على هذا المبلغ عقب قيام ثورة 30 يونيو 2013 وزوال حكم الإخوان وفقدان أمريكا أي أمل في عودتهم للحكم مرة أخرى، حاول الكونجرس فتح تحقيق في القصة ومساءلة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن إهدار مبلغ 8 مليار دولار دون جدوى،
وهنا_يجب_ان_نؤكد_على_عدد_من_الحقائق للفهم حتى لو اتهمنا البعض بعدم الحيادية
اولاً...الفصائل الفلسطينية متعددة ومفتته وممزقة، مابين فتح وحماس و الجهاد و أبو عبيدة، و أبو مازن، و أبو علي و أبو ابراهيم والقسام وغيرهم وهذا يخدم الكيان الصهيونى، أكثر من الشعب الفلسطينى وما تؤكد عليه إسرائيل دائماً
ثانياً ...فكرة دخول الامريكان الحرب بتحريك حاملة الطائرات الأمريكية بالمياة الإقليمية، هى مجرد خدعة من أمريكا لإحتلال مساحة، وعمل تمركز بالشرق الأوسط، لا لدخول الحرب لأن أمريكا دولة دائماً تدخل الحروب من أجل أن تسرق مقدرات وثروات الشعوب، وغزة خاوية لا تمتلك أى ثروات أما وجود حاملة الطائرات هذا باتفاق مع بعض الدول العميلة لحمايتهم من الحوثي و حزب الله أى من الشيعة كما يتوهمون "
ثالثاً...ما أعلنته امريكا بحزمة مساعدات أمريكية لاسرائيل بمبلغ 8 مليار دولار خبر كاذب وغير صحيح، لأن أمريكا تعاني من أزمة سيولة وأزمة ارتفاع أسعار المواد البتروليه، على سبيل المثال " البنزين أصبح سعر اللتر 6.85 دولار بدلا من 2.65 دولار تقريبا والكونجرس فى صراع من أجل إزاحة بايدن، بالإضافة إلى أن المجتمع الامريكي بعد أفغانستان لن يسمح بقرار تورط جديد في حرب جديدة،
رابعاً...السؤال إذن لماذا تصريحات بايدن بدعمه لاسرائيل وتسويقه لجرائم حماس؟ ببساطه شديدة من أجل أن ينهي مطالب مصر والعرب بحل الدولتين، والرجوع إلى حدود ٦٧ وهو ما تطرحه مصر منذ السادات، لكن الفلسطنيين لم يساعدوه بل تقسموا وتشتتوا وخونوا حتى جاءهم ترامب وأعلن القدس عاصمة لاسرائيل، وقتها فقط القيادات الفلسطينية شجبت ونددت وبكت ونوحت!!
خامساً...الحقيقة المؤكدة على مر العصور أن مصر والأردن فقط من يعنيهم حل الدولتين، أما باقى الدول لا يعنيها سوى زعامة وهمية،وتصريحات كاذبه تدغدغ بها الشعوب العربيه والفلسطينيين فى الوقت نفسه، تتخذ خطوات دون إرادة شعوبها بالتطبيع، التام وتعاون مفتوح فى كافة المجالات،
سادساً..الحقيقة المؤكدة الأخرى والتى لايراها الكثيرين عن عمد، أن القيادة الفلسطينية اليوم هى دولة وحكومة و شعب وموازنة مستقلة لا ينقصها، سوى جيش، فعليها أن أرادت إقناع العالم بقضيتها توحيد صفها من الميليشيات والفصائل بدل النزاعات الداخلية،
ايضاً الحقيقة المؤكده أن روسيا موقفها واضح ومحدد ،لا تدخل الحرب إلا إذا دخلت أمريكا ،وتصريحاتها كانت صريحة وواضحة، حيث أكدت أن من حق الفلسطنيين ان يطالبوا بتدخل و مساعدة المجتمع الدولي، زي اسرائيل ما بتطالب بمساعدات، وهنا حاولت قيادات حماس تضليل المجتمع حينما فسرت كلام بوتين لصالحها حيث صرح المتحدث بقوله، روسيا و الصين بيتواصلوا مع قادة حماس لتلبية احتياجاتهم، لأن الصين لم تدلوا بتصريح واحد فى هذا الشأن، ولأن من المؤكد من وجهة نظرهم حماس أرهابيه فكيف يتواصلوا مع قادتها،
وفى_النهاية نحن مع الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر وعودة أراضيه المحتله، لكن لسنا مع حماس فى عملياتها وسلوكها لأن من يدفع فاتورة ذلك الشعب الفلسطينى الأعزل فموت الأبرياء ليس من البطولة
#نحن مع حل الدولتين وعودة حدود ٦٧وعدم الاستيطان وبناء المستوطنات
نحن مع سيادة مصر على أراضيها وغير مسموح بالتنازل عن شبر واحد للغزوويين حتى لا تموت قضيتهم وتضيع أراضيهم للأبد بغض النظر عن الشعارات الزائفة للبعض فالمؤكد مصر للمصريين واى تفريط خيانة للقضية الفلسطينية وللوطن
نحن مع وقف التصعييد من الجانبين ومع دعم الشعب الفلسطينى وعدم حصار غزة وقطع الكهرباء والإبادة الجماعية
ويبقي_السؤال_الهام ... هل مصر خططت لتلك الحرب؟ هل اخذ أحد رأيها فى الهجوم ؟ هل تشارك حتى بالمشورة ؟ إذن لماذا تدفع ثمن آثارها وتتحمل نتائجها!! هل نحن جزء منها حتى تستباح أراضينا ؟؟