فريد عبد الوارث يكتب : خلي السلاح صاحي .. مصر تخوض حرب وجود
لم تكن عملية طوفان الأقصى التي تخوضها الفصائل الفلسطينية مؤخراً ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب سوى استباقا لأحداث مترتبة و مخطط لها من قبل و محاولة لحركة حماس للهروب إلى الأمام ، حيث أن عملية تفريغ قطاع غزة من سكانه و توزيعهم ما بين " سيناء المصرية " و الاردن و سوريا و العراق ، ليست سوى مخطط قديم جديد و يعاد رسمه بسيناريو مختلف ، سنضع بعض المقدمات تحت التحليل لنعرف النتائج المتوقعة في محاولة لفهم ما يجري .
و علينا متابعة التصريحات الأمريكية الإعلامية التي تمهد لشيطنة الفلسطينين و إظهارهم بمظهر المعتدي و ليس المدافع عن حقه ! في محاولة لخلق 11 سبتمبر فلسطينية ، تكون ذريعة للتدخل الأمريكي المباشر بنفس الأسلوب الذي تم للتدخل في أفغانستان حيث يركز الإعلام على وجود ضحايا و أسرى يحملون الجنسية الأمريكية في قطاع غزة ، ناهيك عن التركيز الشديد لمحاولة وضع إسرائيل بالعاجزة عن الدفاع عن شعبها مما يحتم التدخل العسكري لصالحها ، و إذا أضفنا الاتهامات الغربية لإيران بالتورط في العملية كما تم مع " بن لادن " عام 2001 لاتضحت الأمور تماماً.
ثم ماذا ؟
حرب اسرائيلية شاملة ضد " غزة " و تنفيذ سياسة الأرض المحروقة لدفع الفلسطينين لاقتحام الحدود المصرية و وضع مصر بين خيارين أحلاهما مر ، فإما منعهم أو تركهم للأبد .
و في كل الأحوال يتم تصفية القضية الفلسطينية و إفساح المجال لليهود و توسيع دولتهم ، فضلاً عن تعطيل محور قناة السويس مما يعني ضرب طريق الحرير الصيني لصالح المشروع المضاد له ، مع استهداف و تعطيل خطوط التجارة الجديدة و التي تحت الإنشاء في سيناء مثل خط سكك حديد طابا العريش و ميناء العريش و استهداف المنطقة الاقتصادية لهيئة قناة السويس و توطين الفوضى و الإرهاب في سيناء مرة أخرى .
إذن نجحت إيران عبر أذرعها في المنطقة في خلق فوضى و تعطيل مشروع بايدن المدعوم خليجياً إلى الآن على الأقل ، و يتبقى رد الفعل الإسرائيلي و ما سينتج عنه في قادم الأيام هما آخر يضاف للهموم المصرية و تحدي جديد لنا .
و الخلاصة ....
مصر هي المستهدفة ، و سيناء هي المقصودة ، و شياطين العالم يدفعون المنطقة العربية دفعا لتكون ارض الحرب العالمية الثالثة .
و لعل ما سبق يكون أدعى للإلتفاف حول قيادة مصر الوطنية المخلصة و الحفاظ على توحد الجبهه الداخلية و مواجهة الفتن و الشائعات ، و الدعاء لكل جندي و ضابط في جيشنا العظيم أن يحفظهم الله و أن يسدد خطاهم .