محمود سامح همام يكتب: كيفية تفعيل دور جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية تتطلب عملية إصلاح واسعة في ظل المتغيرات الدولية الراهنة وخصوصا إن الوطن العربي على الصعيد الاستراتيجي له ثقله الخاص في منظور المصالح الدولية مما يجعله منطقة رخوة تتهددها التوترات وصراعات النفوذ بالإضافة إلى ضرورة المصالحة بين الدول العربية، وذلك بإعادة صياغة العلاقات العربية العربية على قواعد ثابتة وواضحة تسمح بإعادة تأمين استقرار النظام العربي وإيقاف انهياره والتشكيك فيه.
من هنا يمكننا أن نطرح سؤالاً حول كيفية تفعيل دور جامعة الدول العربية؟ وما التوصيات؟
بدايةً، معالجة جوانب القصور في عمل جامعة الدول العربية سيكون من خلال عدة مبادرات، حيث يمكننا تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، حيث أثارت ومازالت تثير اهتمام قادة الدول العربية نتيجة وجود توجه مؤداه أن تعديل ميثاق جامعة الدول من شأنه أن يساعد على تدعيمها، وعلى تحديد أجهزتها ويساهم في تخليصها التخلص من الشلل الذي أعاقها عن أداء مهامها، حيث هناك مواثيق تعرقل وتبطئ تنمية الدول العربية.
ثم علينا أن نسلط الضوء على إصلاح نظام اتخاذ القرارات، ومن ثم ينبغي الحديث عن ضرورة التوسع في إعمال قاعدة الأغلبية سواء البسيطة أو المطلقة مع جعل القرارات التي تحظى بموافقة الأغلبية ملزمة للجميع ولا تقتصر على من قبلها فقط. وهذا سيساعد على دفع حركة التنمية والتعاون بين الدول.
بالإضافة بمكننا وضع نطام أشبه بالرقابي من خلال إصلاح ومعالجة عدم التزام الدول العربية بتنفيذ تعهداتها إزاء العمل العربي المشترك بسبب غياب آلية داخل جامعة الدول تمكنها من إلزام أعضائها بتنفيذ ما يتفقون عليه، وذلك باستحداث آلية تشرف على تنفيذ القرارات.
كما أن إدخال نظام حرمان للدول المشاركة في الاجتماعات ومن ممارسة حق التصويت إذا ما ارتكبت جرائم في حق مواطنيها أو انتهكت ضوابط السلوك الإنساني الدولي في دعم الإرهاب أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول من أعضاء الجامعة أو من خارجها. سيكون بمثابة حاجز لكل من يحاول انتهاك القانون الدولي بالمنطقة.
وعلى هامش تلك التوصيات، يجب على جامعة الدول العربية أن تسعى بالتراضي والتوافق لوضع مبادئ عامة للسياسات الاقتصادية للدول العربية تستند على سياسات السوق والليبرالية الاقتصادية والانفتاح الاقتصادي.
والاتفاق على آلية فعالة وملزمة لتسوية النزاعات بين الدول الاعضاء بما في ذلك ضرورة وتطوير مجلس السلم والأمن العربي وعدم تجاهله وإعطائه صلاحيات واسعة، وإنشاء محكمة عدل عربية.
ختاماً، على الرغم من التحديات التي تواجه الجامعة، مثل الانقسامات السياسية والصراعات الإقليمية، إلا أنه يمكن تعزيز دورها من خلال تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول الأعضاء وتعزيز آليات اتخاذ القرارات. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التمويل وتعزيز الشفافية في عمل الجامعة، وتعزيز دور المجتمع المدني والشباب في صياغة سياسات الجامعة وتنفيذها.
ولا نستطيع أن ننكر ان تسليط الضوء على كيفية تفعيل دور جامعة الدول العربية بمثابة ركيزة أساسية لتحقيق التكامل والتقدم في المنطقة العربية. إن تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء،
وبهذا السياق، فإن تفعيل دور الدول الاعضاء يعد تحديًا هامًا ومجالًا للعمل المستمر لتحقيق الأهداف العربية المشتركة وتحقيق رؤية مستقبلية مشرقة للمنطقة العربية.