فريد عبد الوارث يكتب : " 6 أكتوبر " .. والحق ما شهدت به الأعداء
مر خمسون عاماً على نصر أكتوبر المجيد و ما زال حدثا فاصلاً و نصرا مؤزرا ، برغم محاولات إسرائيل المستميته في تشويه الانتصار المصري العربي بكافة الطرق و الوسائل ، و إذا كنا نعرف و نعترف لتلك الحرب بفضلها و نفخر بأحداثها ، فإنه يجب علينا توثيق اعترافات قادة الكيان الصهيوني بالهزيمة و مرارتها ، إذ أنه ليس هناك افضل من شهادة الأعداء لك بالنصر ، وسنستعرض بعض تلك المقولات الموثقة حتى تعرف أجيالنا القادمة مقدار نصر أكتوبر المجيد ، مصداقا لقول الشاعر :
شهد الأنام بفضله حتى العدى
و الفضل ما شهدت به الاعداءُ
تقول جولدا مائير "رئيسة وزراء إسرائيل" في بداية مذكراتها: "لن أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973.. و لن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين.. و لكنى سأكتب عنها ككارثة ساحقة و كابوس عشته بنفسى، و سيظل باقيًا معى على الدوام"، كما صرحت بعد أنتصار مصر في حرب أكتوبر أنهم لم يتلقون إنذارًا للحرب في الوقت المناسب و أنهم قاتلوا أعداء أقوياء و كأنهم كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا منذ عدة سنين .
أما موشى ديان فيقول بعد 48 ساعة من الحرب ....
هذه حرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية و معارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيلة بأيامها و ثقيلة بدمائها .
و يضيف مراسل وكالة اليونايتدبرس فى تل أبيب : إن القوات المسلحة المصرية السورية قد أمسكت بالقيادة الاسرائيلية و هي عارية، الأمر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام.
أيضا يحكي الكاتب " جان كلود جيبوه " في كتابة الأيام المؤلفة في إسرائيل ...
كل شئ من أوربا إلى أمريكا و من أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران، إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر، ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها فى ميادين القتال ثم كانت أشد من ذلك دماراً على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي و رأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل و هي تزول إلى الأبد .
أما شهيد الحرب و السلام الزعيم الراحل أنور السادات فيقول :
"لقد حاربنا و نحارب من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام.. و هو السلام القائم علي العدل الذي لا يُفرض.. و سلام الأمر الواقع لا يدوم، إننا لم نحارب للتعدي علي أرض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة و لإيجاد السبل لإستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، لسنا مغامري حرب بل نحن طلاب سلام" خرجت هذه الكلمات من الرئيس الراحل يوم 16 أكتوبر 1973 وذلك بعد تحقيق الأنتصار بـ10 أيام .
سيظل اكتوبر المجيد عيدا عزيزاً على القلوب و فخراً لمصر و جيشها خير الجند ما دامت الدنيا .