حق الرعية بقلم : كريمة أبوالحمد
مع بداية العام الدراسي الجديد هل راعى كلٌ منا اللهَ في رعيته؟ هل أدى حقها؟ هل قام بواجباته تجاهها؟ هل قمنا بما يجب علينا على الوجه الأكمل؟
كلنا يعلم أن هناك أبناء مشردون لأن أباويهم مشغول كلَ منهما بحياته الخاصة؟ الزوجان المنفصلان هل فكروا أن يشتروا احتياجات أبنائهم اللازمة للدراسة أم كل منهما مشغول بقضيته في محكمة الأسرة ويدفعون الأموال هباءً منثورا على المحاكم، اخبروني ما شعور أبنائكم الآن؟؟وبعد ذلك يضيع الأبناء بين هفوات الزوجين التي لا ذنب لهم فيها وسيحمل الزوجين وزر هذا كله..
هل راعى العم احتياجات أبناء أخيه الأيتام؛ كي لا يشعرون بالنقص واليتم، ولو أن أباهم كان موجودا لما احتاجوا إلى ذلك كله؟!
هل استعدت الأم لوضع برنامج يسير عليه أبنائها استعدادا للعام الجديد؟
هل نعلم جيدا أننا كلنا مسئولون؟ وأننا سنحاسب عمن نرعاه؟!
..
نحن فقط نمثل أدوارًا كلٌ منا له ثوبٌ يرتديه، ولكن دون أن يعلم ما قيمة تلك الثوب وما هي متطلباته.. وهذا هو السبب الرئيس لفشل تلك المجتمعات، وكيف يتثنى لنا أن نعيش في مجتمعات ناجحة، ونحن تركنا المنهج القويم، والصراط المستقيم، والمنهج النبوي السليم!!
كيف ننهض بتلك المجتمعات ونحن لا نتأسى بالمربي والمعلم والقدوة الحسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه ربُنا جلا وعلا: "لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة" [الأحزاب، آية: ٢١]
لماذا لا يشعر كل منا بمسئوليته تجاه من يتولاه، لماذا لا نتأسى بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" [رواه مسلم]
هلا فكرنا قليلًا؟!
هل بحثنا عن السبب الذي يهدم الأسرة والمجتمع وعالجناه؟! أين نحن؟!
نحن بحاجة إلى الدين وأخلاق الدين، نحن بحاجة إلى بناء الدين كي نستعيد بناء تلك المجتمعات.