في مثل هذا اليوم.. وفاة القيادي الفلسطيني حيدر عبدالشافى
"حيدر عبد الشافي" ، ذلك الطبيب العظيم الذي لن ينساه البشرية على مر السنين، الذي ولد يوم العاشر من يونيو عام 1919م، بقطاع غزة ، وتلقى تعليمه الابتدائي بها ، ثم التحق بالكلية العربية في القدس، وتابع دراسته الثانوية، وتخرج عام 1936م .
التحق" حيدر " بالجامعة الأمريكية بلبنان ودرس الطب فيها ، وهناك تعرف على حركة القوميين العرب فانضم إليها لبعض الوقت، وتخرج طبيبا عام 1943م، وعمل في مستشفى البلدية بيافا والتي كانت تابعة لسلطة الانتداب البريطانى، ومكث سنوات الحرب العالمية الثانية في عدة أماكن، داخل فلسطين وشرق الأردن، وبعد نهاية الحرب ، ترك الجيش وفتح عيادة خاصة له في قطاع غزة، وشارك بتأسيس الجمعية الطبية الفلسطينية عام 1945م، ثم سافر إلى أمريكا وتخصص في الجراحة العامة بأحد المستشفيات بمدينة دايتون بولاية أوهايو، وفى عام 1954م عاد إلى قطاع غزة وكان قد وضع تحت الإدارة المصرية، حيث عمل جراحًا في مستشفى تل الزهور التابعة للإدارة المصرية.
وخلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956م ، احتلت إسرائيل قطاع غزة ونصبت مجلس بلدى فيها؛ لإدارة شؤونها، واختارته ضمن أعضائه ، لكنه رفض ثم اختير عام 1962م رئيساً للسلطة التشريعية للقطاع حتى عام 1964م عندما شارك في أول مؤتمر وطنى فلسطينى والذي عقد في ذلك العام بمدينة القدس، وهو المؤتمر الذي أسست فيه منظمة التحرير الفلسطينية تحت رئاسة أحمد الشقيرى، وبين عامى 1964م و1965م ، عمل "حيدر" كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وصار الزعيم الأبرز في القطاع عام 1966م ،وبعد احتلال إسرائيل لغزة للمرة الثانية عام 1967م عمل كطبيب متطوع في مستشفى الشفاء بالقطاع.
وفى عام 1972م ، أسس وأدار "عبد الشافي" جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى في قطاع غزة، حيث شارك بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991م، وبعدها أسندت إليه مهمة رئاسة الوفد الفلسطينى المفاوض في مباحثات واشنطن على امتداد 22 شهراً خلال عامى 1992م و1993م، إلى أن استقال من الوفد في أبريل عام 1993م؛ بسبب استمرار الخلاف على عقدة المستوطنات الإسرائيلية ، ثم انتخب كعضواً في المجلس التشريعى الفلسطينى عام 1996م ، وفى 30 مارس عام 1998م انسحب "حيدر"من المجلس التشريعي؛ بسبب سلطات المجلس المحدودة في إحداث أي تغيير للأفضل، ودعا إلى وحدة وطنية تجمع تحت لوائها كل الفصائل والتيارات، إلى أن توفي يوم 24 سبتمبر عام 2007م.