من سلسلة مقالات " كلية العلوم....رحلة صرصور ما بين الواقع والأمل " بقلم :أحمد ظريف عقيلى
وتمضي الأيام ككل الأيام كسجين فى قبو سجن مملوكى تحت الأرض ولا تعرف الليل من النهار.....
ترى ضوء الصباح رمز الأمل وأنت فى قمة اليأس .... كشطيرة خبز يتخطفها الجياع تصبح حياتك وتمسى بها وأنت تتخطفك أقسام كلية العلوم فى عامك الدراسى الأول فيها
ومازلت تسأل نفسك تلك الاسئلة
من أكون ؟
ولماذا أكون ؟
وكيف أكون؟
وبعد أن تدخل الكلية يضاف إلى تلك الهموم هم جديد وسؤال عتيد ماذا سيكون عملى وأى وظيفة تنتظرنى؟
مستقبل مجهول لا تدرى أكان أبيضا أم أسودا أم حتى رماديا ولو أنك تركت ذاك التفكير وسلمت الأمر بيد الله عز وجل لهان كل شئ
وتمضي بك عجلة الأيام وكل يوم ترى فيه تلك المعيدة القصيرة المزعجة تؤنبك على تلك الدرجات الوضيعة التى تحوزها فى امتحاناتها ليس تقصيرا منك وانما هو خلل فى قدراتها التربوية لا قدراتها العلمية....فلقد حكم القانون أن يكون الأول والمتفوق دوما هو المعيد ولكنه لم يعطيه التأهيل التربوي اللازم للوقوف على منبر العلم مما يتسبب بخلل كبير فى المنظومة التعليمية غافلا بذلك أننا نولد جيلا من الفشل الجامعى وانخفاض الكفاءة للخريج إلا من رحم ربى.
وتمضي الأيام حتى تدخل قسم علم الحيوان وتدرس العشرات من الحشرات التى لا تستفيد ولن تستفيد منها شئ فى حياتك المستقبلية والعلمية إلا أن تندهش من قدرة المولى عز وجل فى خلقه وما يدهشك أكثر هو دراستك للصرصور.... حشرة أبدع فيها الخالق عز وجل الجسد من السكريات المعقدة ودمه أنقى من الحليب كائن يحاول تطهير نفسه دوما إلا أن الجراثيم والبكتريا تصر على الألتصاق بجسده وهو يحاول مقاومته وبالرغم من حلاوة جسده إلا أنه يفضل العيش فى مجتمعه الخاص .. بلاعة المجارى....
وتدور بك الأيام وتشعر أنك صرصور وذاك المجتمع من حولك بلاعة مجارى فبالرغم من طهارة نفسك إلا أنك تعيش فى هذا المجتمع الذى تجرد من الإنسانية وطغت عليه المادة ....تجرد من الرحمة وصارت القسوة عنوانه وما أنت فيه إلا صرصور لا قيمة لك تضغط بأقدام الظروف.
هى الحقيقة إذن أنك تقاتل فى تلك المعركة بلا سلاح ولكنك ترتدى درع الأمل .... إلا أن سيف الواقع يشطرك إلى نصفين ما بين اليأس والأمل تصبح ذاك الصرصور
الخلاصة فى منظومتنا الجامعية العديد من الكفاءات والخبرات العلمية والتى تحتاجها مصرنا الحبيبة والتى لها القدرة على تحويل صحراء مصر واحات خضراء ولكن فى نفس الوقت تلك الكوادر التدريسية بالجامعة تحتاج إلى دورات من التأهيل التربوي لأساتذة التعليم الجامعي ومعيديه
وهذا ليس نقصا أو عيبا فيهم بل لأن البعض منهم يفتقر فعليا لتلك المهارات التدريسية بل إن البعض يتجبر منهم ويضيع مستقبل طلاب أبرياء لمجرد أنهم اختلفوا معه فى الرأى أو انتقدوا معلومة علمية دون وجود رقيب عليهم لذا فالدورات فى كلية التربية هى الحل الأمثل لتلك المشكلة.
ونستكمل باقى رحلة الصرصور فى المقال التالى ....