" الخبر الفورى " يزيح الستار عن "حمى الضنك" ما بين الشائعات والحقيقة
الوزارة تنفى إنتشار الوباء... والأرقام تتحدث... والفحص إيجابية العينات
الأطباء... لا خوف ولا هلع والأعراض تستجيب لمخفضات الحرارة
لم يكد العالم ينتهي بعد من تداعيات أزمة وباء كورونا، الذي إجتاح أغلب مناطق الكرة الأرضية وأفقد كثيراً من الدول نظامها الصحي خلال عامين أو أكثر، بل كشف هذا الوباء عن هشاشة بعض الأنظمة الصحية، حتى بدأ ينتشر الحديث عن حمى الضنك "الحمى المؤلمة للعظام" خاصة في بعض الدول الأفريقية وجنوب مصر وبالأخص محافظة قنا .
البداية كان بيان لوزارة الصحة المصرية نفت خلاله الشائعات المتداولة عن إنتشار فيروس "حمى الضنك" خاصة ببعض مراكز محافظات جنوب الصعيد وبالتحديد قوص بمحافظة قنا وسفاجا والقصير بالبحر الأحمر، وأكدت خلال بيانها أيضا على أن المستشفيات لم تسجل حالة وفاة واحدة، بأي مركز من المراكز، وأن ما يتردد عن إنتشار وباء "حمى الضنك" عار من الصحة
ومع تعالى الحديث وأرتفاع مخاوف الناس قامت فرق وزارة الصحة، بمناظرة الحالات، وأخذ عينات معملية للفحص من الحالات التي ظهر عليها الأعراض المرضية، كما تم أخذ عينات بيئية من المياه والصرف الصحي، وأخذ عينات من البعوض ويرقات البعوض، خضعت جميعها للفحص بالمعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان، أظهرت نتائج التقصي والتحاليل المعملية ونتائج قياس كثافات البعوض والتصنيف والترصد الحشري وفحص اليرقات، وجود البعوضة الناقلة لمرض حمى (الضنك) والمعروفة باسم الزاعجة المصرية، كما أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام) .
وفي نفس السياق أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض حمى الضنك ينتشر في أكثر من 100 دولة، على مستوى العالم، وتقدر عدد الإصابات من المرض بنحو 400 مليون حالة سنويا، كما أن 40 % من سكان العالم يواجهون التعرض للإصابة بالمرض وطبقا للتقديرات فإن أكثر من 95 % من الحالات المبلغة على مستوى العالم تظهر عليها أعراض خفيفة، مثل (صداع حاد، ألم خلف العينين، آلام بالعضلات والمفاصل، غثيان، قيء، انتفاخ الغدد، طفح جلدي) .
وفي تقرير ل "الخبر الفورى "قال أحمد رمضان عبدالصالحين أحد مواطنى مدينة دشنا بمحافظة قنا، صباح الأمس فوجئنا بأخى محمود يصرخ من الآلام الحادة بعظامه مع إرتفاع درجة حرارته، وقئ بسيط، وشعوره بدوخه، توجهنا به على الفور للمستشفى العام، الذى بالفحص أكد الطبيب أنها أحد حالات حمى الضنك البسيطه، التى لا خوف منها، وبعد إعطائه مسكنات وطلب منا شراء باراسيتامول من الصيدليه ومدوامه تناوله والعوده خلال ثلاث أيام .
وأضاف الدكتور إسلام حسن طبيب الباطنه بمستشفى طهطا العام مشيراً انه لا للخوف ولا الهلع فحمى الضنك هي عدوى فيروسية، يسببها فيروس ينتقل إلى البشر،عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذه العدوى، والذى يتكاثر فى تجمع المياه الراكدة، وتجمعات القمامه، والصرف الغير مغطى، والخزانات المكشوفه، والتى تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض والكثير من حالات الإصابة عديمة الأعراض، أو لا تسبب إلا اعتلالات خفيفة، والأعراض الأكثر شيوعا لهذا المرض تتمثل فى الحمى الشديدة للعظام والصداع وآلام الجسم والغثيان والطفح الجلد.
وتابع "إسلام حسن" موضحاً عن ظهور الأعراض، فإنها تبدأ عادة بعد 4 إلى 10 أيام من الإصابة بالعدوى وتستمر لمدة تتراوح من يومين إلى 7 أيام. وقد تشمل الأعراض ما يلى: الحمى الشديدة (40 درجة مئوية)، والصداع الشديد، وألم خلف محجر العين، وآلام العضلات والمفاصل، والغثيان والتقيؤ، وتورم الغدد والطفح الجلدى. ويعد الأفراد الذين يصابون بالعدوى للمرة الثانية أكثر عرضة من غيرهم لخطرالإصابة بحمى الضنك الوخيمة. وغالبا ما تظهر أعراض حمى الضنك الوخيمة بعد زوال الحمى: الألم الشديد في البطن والتقيؤ المستمر والتنفس السريع ونزيف اللثة أو الأنف والإرهاق ووجود دم في القىء أو البراز والشعور بالعطش الشديد وشحوب الجلد وبرودته والشعور بالوهن. وينبغى للأشخاص الذين تظهرعليهم هذه الأعراض الوخيمة أن يلتمسوا الرعاية الطبية على الفور مؤكداً على أنه قد يشعر الأشخاص الذين أصيبوا بحمى الضنك بالتعب لعدة أسابيع عقب تعافيهم من المرض.
وفى نفس السياق أشار الدكتور سامر مكرم أستاذ الباطنه بمستشفى نور الحياة بطهطا، على أن الناقل الرئيسي للمرض هو بعوضة الزاعجة المصرية، وينتقل المرض للإنسان عبر اللسعات، وأن الحالة الصحية لمعظم هؤلاء المصابين تتحسن في غضون أسبوع إلى أسبوعين. وهناك بعض حالات الإصابة الشديدة التى يلزم فيها إدخال هؤلاء إلى المستشفى من أجل الحصول على الرعاية. وفى بعض الحالات الوخيمة فقط يمكن أن تكون حمى الضنك مميتة.
وأختتم "سامر مكرم "موضحاً أنه لا داعى للخوف ولا الهلع عدد كبير من المواطنين يصاب سنوياً بهذا النوع من الحمي لكن إنتشار الميديا ضخم الاصابه، وبرغم أنه لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك، غير أن الكشف المبكر عن عدواها وإتاحة الرعاية الطبية اللازمة يقللان إلى حد كبير من معدلات تطور المضاعفات، وأن علاج معظم حالات حمى الضنك تتم في المنزل، بأستعمال مسكنات الألم. خاصة الباراسيتامول ويعد تجنب لسعات البعوض أفضل طريقة لتجنب الإصابة بحمى الضنك. وينصب التركيز على علاج أعراض الألم فقط.
وفى النهاية عبر "الخبر الفورى" ... تؤكد وزارة الصحة والسكان إتخاذ وتنفيذ كافة الإجراءات الوقائيه والإحترازية، فى مكافحة نواقل المرض، والحد من أنتشاره، مشيرة على أهمية إعطاء لقاح دينغفاكسيا (Dengvaxia) للأشخاص الذين أصيبوا بحمى الضنك مرة واحدة على الأقل، والذين يعيشون في أماكن ينتشر فيها المرض خاصة أنه تتكرر التفشيات الوبائية للمرض ما بين 3 الى 5 سنوات .